دعوني لوحدي... "٢٤"
قصّة قصيرة بقلمي...
آه فليذهبوا للجحيم،
لماذا لايتركوني لوحدي،
لا أحتاجهم،
لا أريدهم،
خائنين، حقيرين وضيعين،
جميعهم يسببون لي الازعاج،
لايدعوني وشأني،
يعتقدون أنهم يفعلون لي خيراً،
لا إنهم يزيدون من سوء حالتي،
كلّ يوم نفس الموضوع،
نفس الوجوه المشفقة على حالي،
لماذا هذه الشفقة لا أريدها،
لااا أريدها.
صرخ الشاب،
بغرفته التي تقع في الدور الأول،
بجناح العظام،
في جنح الليل،
وهو يفيق من كابوسه،
وبعد أن إستعاد رشده،
بدأ يسترجع الأحداث.
اه،
بسم الله،
ماالذي حدث،
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
أين انا،
اه نعم انا في المشفى،
ياه لقد كان حقيقة،
تلك الحادثة لم تكن كابوساً،
ولكن حقيقة.
تبدئ الأفكار تسترجع بعقله،
يتذكّر اليوم المشؤوم،
اللذي وقعت به الحادثة،
حيث كان يجري في المضمار،
على ظهر فرسة،
وقد كان الفارس الأول في السباق،
وإذا بالخيل تسقط،
وتهشم ساقيه مع سقوطها،
قبل خط النهاية بقليل،
وحتى الان قد أصبح له ثلاثة شهور،
كان به من العز والكبرياء،
بحيث يرفض أن يكون محل شفقة أحد،
لذلك لم يعتاد على الوضع حتى الآن.
آه يالهم من مزعجين،
يعتقدون أنني أحتاج شفقتهم،
لا لا أريدها..
تمر الأيام ولم يزره أحد،
فقد تركه الجميع،
إلا من بعض أفراد عائلته،
ورجل كان يمر على المرضى،
كبير في العمر سليط اللسان،
أخبره أن وظيفته،
هي إعادة تأهيل الرياضين المصابين،
غضب الشاب،
"لا احتاجك ، تباً لك"،
ورغم أنه توّقع أن سيكون ردّه كذلك،
أو إدعاء باطل بالمحبة،
إذا به يقول بكل صراحة،
"يالك من مثير للشفقة"،
صعق الشاب بتلك الكلمات،
وهو يحاول إبتلاع الصدمة،
التي أصابت كبريائه،
إذا بالرجل يكمل حديثه،
"إسمع ياهذا،
انا لم آتي هنا،
بحثاً عن طفل يريد البكاء،
او لأعطيه المثلّجات،
أو أن آخذ بيده لأريه الطريق،
أنا أتيت بحثاً عن رجل،
يستطيع الإستمرار معي،
بل ويسبقني،
لذلك إن شعرت بأنك إكتفيت من الشفقة،
فهذه بطاقتي،
وإلا فلتذهب للجحيم."،
رحل الرجل،
ولازال الشاب يبتلع كلماته بمرارة،
وعندما أتى الليل،
قد إتخذ قرارة،
والآن بعد عامين،
على حلبة السباق.
هذا خط النهاية،
إحتجت لعامين تقريباً،
حادث مروّع ورجل كريه ليساعدني،
*يضحك*،
أعتقد أنه ليس بذلك الكره الآن،
وها انا أنتصر.
وفي مكان بعيد جداً عن المضمار،
يجلس رجل غاضب أمام التلفاز،
يصرخ،
"أخيراً،
لقد طال إنتظاري،
فعلاً إنك تستحق ذلك،
لأنك رجل بمعنى الكلمة،
ولست طفل يبحث عن الشفقة".
ختام:
في لحظات ضعفنا،
هناك من يحتاج للعاطفة،
وهناك من يحتاج للقسوة،
او كما يسمّى "الحب القاسي"،
ولكن لا يوجد من يحتاج للشفقة،
لذلك قبل أن تشفقوا على الآخرين،
حاولوا أن تكونوا بجانبهم،
ربما فقط يحتاجون،
لبعض التوبيخ.
فيصل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق