الجمعة، 15 مارس 2013

بيت الزجاج....

بيت الزجاج..."٣٨"
قصة قصيرة بقلمي...

صديقي يتعبني معه،
يمشي على طريقه للتهلكة،
نحو اللاشيء ،
ليته يعرف،
أن مايفعله لن يعود له بغير السوء،
فهو لايهتم إلا لمنظرة،
ويتفاخر به،
ويزيد عليه،
ولا ينمي من داخله،
رغم أنه يملك بعض الجمال الداخلي،
إلا أن إدمانه لمظهرة سلبه ذلك،
فأضحى يفاخر بهيئته وشكله،
ويحتقر الآخرين،
لايعلم أنه بيوم ما سيخسر كل ذلك،
هو كبيت من زجاج وسيكسر في يوم ما.

وهو غارق بالتفكير ينتظر صديقه،
ليركب معه السيارة أمام بيته،
إذا بذلك الرجل الوسيم يخرج،
ويتهدّى بمشيته،
كأن هنالك كاميرات ستلتقط صورته،
ملابسه متناسقه مع ملامحه،
بألوان جاذبه،
وتحمل أسماء ماركات مشهورة،
من خاتمه اللذي بخنصره،
حتى حذائه،
جميعه متناسق أيمّا تناسق،
يأتي ويفتح باب السيارة بخفّه،
ويصعد السيّارة،
"صباح الخير ياقبيح"،
يبتسم صديقه ويجيب،
"صباح الخير ياوسيم"
وبعد شكليات وحديث عن حياتهم بسيط،
يتحدّث الأول،
"صديقي جاوبني بصراحة،
لما لا تهتم بشيء غير المظهر!؟"،
يجيب كأنه مُبرمج،
"ذلك أنه لايهم غيره"،
شعر بالغضب،
"ولكن هنالك أموراً كثيره أهم من ذلك!!."،
يجيب وهو يقهقه،
"ذلك كلام من لايملكون الجمال ياقبيح"،
يصمتون ثم يصلون لعملهم.

وبعد عودتهم من العمل،
وهاقد وصلوا أمام منزله،
وهمّ الآخر بالنزول يقول الأول،
"صديقي أريدك أن تعلم،
أن هذه ختام علاقتي بك،
فلم أعد أحتمل هذا الطبع،
اللذي كنت أحاول تغييره لفترة طويلة،
فأنت كبيت من زجاج وستكسر في يوم ما."،
وبينما الآخر يستمع،
حتى أنتهى صاحبه من الحديث،
عقد حاجبيه وقال بغضب،
"انت وقح تغار منّي وتحسدني،
تختم علاقتنا!! ها لايهمني ذلك بتاتاً،
فلتذهب للجحيم أيها القبيح،
فهي مناسبة لك!!."،
ونزل وذهب مسرعاً لبيته،
نظر صاحبه له،
وهو يدمدم لنفسه،
"كن بخير".

بعد مرور الايام،
وصل خبر مفزع لصديقنا،
وهو أن صديقه قد أصابه حادث مروري،
والآن موجود بأحد المستشفيات،
ذهب على عجل لزيارته ويستطلع الخبر.

دخل المستشفى،
"صديقي فلان قد وقع له حادث،
ولا اعلم مكانه،
أرجوك أخبرني أين هو بسرعة!!"،
يخبره الموظّف أن يهدأ،
وبعد حديث بسيط،
عرف مكان غرفته ذهب مهرولاً،
حتى لم يتذكّر كلامهم الأخير،
وصل للغرفة ورئاها خالية،
لايوجد ورود ولا أناس،
كأن ليس بها مريض دخل الغرفة،
وجد السرير وكانت تحوفه ستارة،
قال بصوت مرتبك يستطلع،
"فلان!!"،
يجيب الصوت،
اللذي اختلف عن صوت صاحبه،
"نعم، من هناك!؟"،
يرد عليه،
"انا صديقك فلان،
هل انت بخير!؟"،
وهو يفتح الستارة،
يصرخ الآخر،
"لاتفتحها أنا بخير،
لا تنظر لي أرجوك!!"،
ومن دون أن يعي كان قد فتح الستاره،
ونظر أمامه بصدمه،
بصعقه وأندهاش،
فلم يكن يعرف اللذي أمامه،
رأى جثّة،
مشوّهه،
ملامح مسخة،
وجهه محروق من جانب والجانب الآخر مهشّم،
فاقد يده اليسرى وقدمه اليسرى كذلك،
كانت مجرّد جثّه مشوّهه،
ذلك الصديق اللذي كان كأنه الملاك في جماله،
هاهو ينظر له ولم يعرفه،
يتكلّم الآخر،
"أرتحت،
الآن أنا أقبح منك"،
يقترب صديقه له،
يصرخ،
"أبتعد أنت كالآخرين،
وغد حسود ستتركني وتذهب كذلك،
بعد أن أصبحت مجرّد مسخ"
يقترب له،
"أبتعد لا تقترب،
ماذا تفعل ستضحك علي،
نعم ستفعل ذلك أذهب أقول لك،
لا تقترب!!"،
يصرخ بصوته المتقطّع،
يضع صديقه يده على فمه،
وينزل ليقبّل رأسه،
ويهمس بصوت باكي ودموعه تنهمر،
"حمداً لله أنك بخير"،
شعر بأن الدنيا ستبتلعه وهو يسقط،
وأنفجر باكياً،
وهو يحضن صديقه بيده اليمنى الوحيده.

بعد وقت طويل يخرج من المشفى،
وصديقه يدفعه على الكرسي،
ليركبوا السيارة،
وهم بالسيارة،
يقول الأول،
"حمداً لله على سلامتك،
سنذهب لنحتفل."
يضحكون ويتحدّثون قليلاً،
ثم يقول الآخر،
"أتعلم كنت على حق،
ليتني سمعت كلامك،
فالآن قد تكسّر بيت الزجاج،
والناس لم تعد تلتفت لي،
بل تنفر منّي،
هل تصدّق أنك أنت أصبحت الوسيم الآن.."،
يضحك ببرود،
يجيب صديقه،
"لاعليك من الناس،
وأنت لاتزال وسيماً بنظري."
يلتفت للنافذه،
ليمنع صديقه من أن يرى دموعه،
ويهمس لنفسه،
"كم أنا محظوظ بك ياصديقي.".

الختام:
الجمال هو مايكون نابع من داخلنا،
فلا تهملوا جمالكم الخاص،
لأنه هو اللذي سيجاوركم طوال حياتكم،
والأصدقاء،
نادرون جداً فحافظوا عليهم،
ولاتتركوهم أبداً،
حفظ الله لكم النادرون.

فيصل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق