تخمة الإهتمام..."٣٠"
قصّة قصيرة بقلمي...
لم أعد أقدر على الإحتمال،
كل يوم نفس الموضوع،
نفس الاسألة،
نفس الأهتمام اللذي يدفعني للجنون،
"هل أنت بخير ياعزيزي!؟"،
"هل تشعر بسوء!؟"،
"مابك كأنك متعب!؟"،
"لما لاتضحك!؟"،
"أنصحك بذلك أو ذلك!!"،
كفى،
لم أعد أحتمل،
أفقدوني صبري،
انا بخير لماذا لا يفهمون،
إن مصيبتي،
هو إهتمامهم الزائد،
إني أقدّر لهم حرصهم علي،
لكن أرجوكم فصدري لايستحمل المزيد،
كالأكل عندما تكثر منه،
تصاب بالتخمة،
والآن نفسي أصابتها التخمة،
حتى أنني أضحيت أعتبر،
كل سؤال عن حالتي،
كأنها كلمات وقحة لمضايقتي،
ياه لم أعد أستطيع تحمّل المزيد.
بينما هو عائد لبيته،
وهو يهم بصعود الدرجات لأعلى،
فإذا بزوجته تصرخ،
"عزيزي مابك تبدو شاحباً!؟"،
يجيب وهو يكمل مسيرة،
"لاشيء فقط أريد النوم"،
تأتي وتقف أمامه،
"لا ياحبيبي، كأنك مريض"،
ينزلق منها ويصعد السلم لغرفته،
يخلع ثيابه وينضجع على فراشة،
وبعد ان بدأ يشعر بالراحة،
إذا بباب الغرفة يفتح،
وزوجته تأتيه،
بحساء قائلة،
"قم أشرب هذا وستتحسّن"،
يجيبها وهو يحاول أن يبعد الضوء عن عينيه،
"انا بخير أرجوك دعيني أنام"،
كأنها لم تسمعه،
تأتي وتضع يدها على جبينه،
"ياه انت محموم فلتذهب للطبيب"،
وكأنه فقد أعصابه يقف على طوله،
ويصرخ بها،
"ألا تفهمين،
أنا بخير أغربي عن وجهي،
مابالكم لاتشعرون بي،
اريد النوم فقط،
أنصرفي وأتركيني،
فقط أتركيني أرتاح أرجوكِ انا بخير!!"،
وتقول بكلمات متقطّعة،
بسبب الصدمة والبكاء،
"هل لهذا الحد لاتحبّني،
هل لهذا الحد قد أزعجتك،
أم تراك تفرغ غضبك علي،
ياه لم أعتقد أن هذا جزاء إهتمامي.."،
يكاد ينقض عليها،
ولكن يقوم ويلبس ثيابه يقول وهو يخرج،
"احبك،
ولكن بإهتمامك الزائد،
قد سببتي لي الألم".
الختام:
أحياناً يكون الإهتمام،
إذا زاد عن حدّه،
سبب في أذى من نهتم لأمره،
وفي هذه الحالات،
يكون الإهتمام بأن نبتعد عن من يهمّنا أمره،
ولكن دون أن نتركه.
فيصل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق