الأربعاء، 13 مارس 2013

ريشة في مهب الريح...

ريشة في مهب الريح.."٣٦"
قصّة قصيرة بقلمي...

في إحدى المدن،
على مبنى يناطح السحاب،
جلست يمامة بيضاء،
تنظر للمدينة،
وقد إعتادت المنظر كلّ يوم،
همّت بالطيران ووقعت ريشة منها،
وبينما الريشة تسقط تداعبها الرياح،
تنظر للكون للشقق للبشر لكلّ شيء.

ويييه...*تصرخ بحماس*
أعشق السقوط بالهواء،
شعور غريب وممتع بنفس الوقت،
يالهذه الحمامة الغبيّة،
ياه الريح تدفعني باتجاه المبنى،
سأصطدم به،
آخ مؤلمة الصدمة،
كأنني صدمت الزجاج،
ماهذا،
هناك رجل من البشر وأبنه،
لأستمع لهم ليس لدي ماأقوم به على كل حال.

كم مرّة أخبرتك ألا تفعل ذلك..

لكن أبي لم أفعل أي خطأ..

بلى أنت دائماً تأتي بالقطط الشاردة،
لتساعدهم وتوّكلهم ثم يوسّخون المكان..

لكن يا أبي..

كفى!! لاتفعل ذلك مرةً أخرى!!..

وتأتي نسمه تأخذ الريشة.

يااه لم أستطيع سماع الباقي،
لا يهم فليس شيء عظيم على كلّ حال،
اليوم جميل،
لا يوجد مطر،
المطر يغضبني،
فهو دائماً يرميني للأرض بسرعة،
وأنا أحب التجوال،
ماذا الآن،
هذه حمامة أخرى تطير،
ياه التصقت بها،
الى اين ستأخذني هذه الغبيّة!؟.

وبينما الحمامة ترفرف،
تسقط الريشة،
وهذه المرّة لايوجد نسيم هواء،
تسقط بهدوء للأرض،
ولكن بالنسبة لها،
فهو كالهبوط الإضطراري،
فتصطدم بالأرض.

اخ هذا انا وقعت على الارض،
لايهم فحياتي ليست ذا معنى على كل حال،
سأبقى هنا حتى يدوسني أحد،
أو تأخذني المياه للمجاري،
على كل حال لن يهم شيء.

بعد وقت يمر الطفل،
فيرى الريشة،
يمسكها ويضعها على راحة يده الصغيرة.

اه ما أجملك من ريشة،
سأحتفظ بكِ،
بما أن أبي يمنعني من الإحتفاظ بالقطط،
او بأي شيء له روح،
فهو يقول أن الشيء المهم هو المال،
ولكنّي أعشق الأشياء التي لها روح،
والمال لم أشعر بروحه أبداً،
وانتي بالعكس تملكين روح جميلة ياريشة،
مغامرة فرحة مثابرة،
ستكونين بقربي للأبد.

فيخرج الطفل محفظته الصغيرة،
ويضع الريشة،
ويتركها هناك.

مرّت السنين،
يقف كهل أمام الشاطئ،
اللذي يقابل منزله اللذي يشبه القصر،
يخرج محفظته ومن داخلها يخرج ريشة،
قد عتقت وشاخت كما شاخ،
ويحدّثها.

آه ياصديقتي،
لقد مرّت السنين وجاورتني بحياتي،
ياليت أبي يراني الآن،
فعندما أهتممت للأرواح،
حصلت على أكثر مما أريد،
فأنا أملك من المال مالايمكنني صرفه،
وذقت جميع المشاعر،
التي شعرت معها بأنني عشت حقاً،
والآن عائلتي جميعها في المنزل،
وأشعر بأن ساعتي قد حانت،
أحببت رؤيتك للمرّة الأخيرة،
فإني أعتقد أن جزء مني إلتصق بكِ،
وجزء منكِ إلتصق بي،
شكراً لوجودك معي طوال هذه السنين،
حفظتك وأحتفظتي بي.

يجلس الرجل على مقعد على الشاطئ،
ويقبّل الريشة،
ثم يضعها على فخذه،
وينظر للبحر،
ثم يلفض آخر أنفاسه.

ياه ياعزيزي،
انا من يشكرك،
وعدتني بحفظي ووفيت،
والآن قد توّفيت،
وآن لي أن أعود كما كنت قبلك،
"ريشة في مهب الريح".

يأتي نسيم فيحمل الريشة للماء،
تطفو قليلاً ثم تغوص للأبد..

الختام:
دائماً قد نجد بحياتنا أشياء معنوية،
بسيطة لاتكاد تذكر،
ولكن هذه الأشياء تمنحنا قوّة لاتقاس،
وتدفعنا للأمام،
وكلّما تعلقنا بأرواحنا،
وجدنا نبع القوّة الخفي،
دمتم لي مصدر قوّة يدفعني للأمام،
وجمع الله أرواحنا تحت رحمته.


فيصل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق