الجمعة، 15 مارس 2013

بيت الزجاج....

بيت الزجاج..."٣٨"
قصة قصيرة بقلمي...

صديقي يتعبني معه،
يمشي على طريقه للتهلكة،
نحو اللاشيء ،
ليته يعرف،
أن مايفعله لن يعود له بغير السوء،
فهو لايهتم إلا لمنظرة،
ويتفاخر به،
ويزيد عليه،
ولا ينمي من داخله،
رغم أنه يملك بعض الجمال الداخلي،
إلا أن إدمانه لمظهرة سلبه ذلك،
فأضحى يفاخر بهيئته وشكله،
ويحتقر الآخرين،
لايعلم أنه بيوم ما سيخسر كل ذلك،
هو كبيت من زجاج وسيكسر في يوم ما.

وهو غارق بالتفكير ينتظر صديقه،
ليركب معه السيارة أمام بيته،
إذا بذلك الرجل الوسيم يخرج،
ويتهدّى بمشيته،
كأن هنالك كاميرات ستلتقط صورته،
ملابسه متناسقه مع ملامحه،
بألوان جاذبه،
وتحمل أسماء ماركات مشهورة،
من خاتمه اللذي بخنصره،
حتى حذائه،
جميعه متناسق أيمّا تناسق،
يأتي ويفتح باب السيارة بخفّه،
ويصعد السيّارة،
"صباح الخير ياقبيح"،
يبتسم صديقه ويجيب،
"صباح الخير ياوسيم"
وبعد شكليات وحديث عن حياتهم بسيط،
يتحدّث الأول،
"صديقي جاوبني بصراحة،
لما لا تهتم بشيء غير المظهر!؟"،
يجيب كأنه مُبرمج،
"ذلك أنه لايهم غيره"،
شعر بالغضب،
"ولكن هنالك أموراً كثيره أهم من ذلك!!."،
يجيب وهو يقهقه،
"ذلك كلام من لايملكون الجمال ياقبيح"،
يصمتون ثم يصلون لعملهم.

وبعد عودتهم من العمل،
وهاقد وصلوا أمام منزله،
وهمّ الآخر بالنزول يقول الأول،
"صديقي أريدك أن تعلم،
أن هذه ختام علاقتي بك،
فلم أعد أحتمل هذا الطبع،
اللذي كنت أحاول تغييره لفترة طويلة،
فأنت كبيت من زجاج وستكسر في يوم ما."،
وبينما الآخر يستمع،
حتى أنتهى صاحبه من الحديث،
عقد حاجبيه وقال بغضب،
"انت وقح تغار منّي وتحسدني،
تختم علاقتنا!! ها لايهمني ذلك بتاتاً،
فلتذهب للجحيم أيها القبيح،
فهي مناسبة لك!!."،
ونزل وذهب مسرعاً لبيته،
نظر صاحبه له،
وهو يدمدم لنفسه،
"كن بخير".

بعد مرور الايام،
وصل خبر مفزع لصديقنا،
وهو أن صديقه قد أصابه حادث مروري،
والآن موجود بأحد المستشفيات،
ذهب على عجل لزيارته ويستطلع الخبر.

دخل المستشفى،
"صديقي فلان قد وقع له حادث،
ولا اعلم مكانه،
أرجوك أخبرني أين هو بسرعة!!"،
يخبره الموظّف أن يهدأ،
وبعد حديث بسيط،
عرف مكان غرفته ذهب مهرولاً،
حتى لم يتذكّر كلامهم الأخير،
وصل للغرفة ورئاها خالية،
لايوجد ورود ولا أناس،
كأن ليس بها مريض دخل الغرفة،
وجد السرير وكانت تحوفه ستارة،
قال بصوت مرتبك يستطلع،
"فلان!!"،
يجيب الصوت،
اللذي اختلف عن صوت صاحبه،
"نعم، من هناك!؟"،
يرد عليه،
"انا صديقك فلان،
هل انت بخير!؟"،
وهو يفتح الستارة،
يصرخ الآخر،
"لاتفتحها أنا بخير،
لا تنظر لي أرجوك!!"،
ومن دون أن يعي كان قد فتح الستاره،
ونظر أمامه بصدمه،
بصعقه وأندهاش،
فلم يكن يعرف اللذي أمامه،
رأى جثّة،
مشوّهه،
ملامح مسخة،
وجهه محروق من جانب والجانب الآخر مهشّم،
فاقد يده اليسرى وقدمه اليسرى كذلك،
كانت مجرّد جثّه مشوّهه،
ذلك الصديق اللذي كان كأنه الملاك في جماله،
هاهو ينظر له ولم يعرفه،
يتكلّم الآخر،
"أرتحت،
الآن أنا أقبح منك"،
يقترب صديقه له،
يصرخ،
"أبتعد أنت كالآخرين،
وغد حسود ستتركني وتذهب كذلك،
بعد أن أصبحت مجرّد مسخ"
يقترب له،
"أبتعد لا تقترب،
ماذا تفعل ستضحك علي،
نعم ستفعل ذلك أذهب أقول لك،
لا تقترب!!"،
يصرخ بصوته المتقطّع،
يضع صديقه يده على فمه،
وينزل ليقبّل رأسه،
ويهمس بصوت باكي ودموعه تنهمر،
"حمداً لله أنك بخير"،
شعر بأن الدنيا ستبتلعه وهو يسقط،
وأنفجر باكياً،
وهو يحضن صديقه بيده اليمنى الوحيده.

بعد وقت طويل يخرج من المشفى،
وصديقه يدفعه على الكرسي،
ليركبوا السيارة،
وهم بالسيارة،
يقول الأول،
"حمداً لله على سلامتك،
سنذهب لنحتفل."
يضحكون ويتحدّثون قليلاً،
ثم يقول الآخر،
"أتعلم كنت على حق،
ليتني سمعت كلامك،
فالآن قد تكسّر بيت الزجاج،
والناس لم تعد تلتفت لي،
بل تنفر منّي،
هل تصدّق أنك أنت أصبحت الوسيم الآن.."،
يضحك ببرود،
يجيب صديقه،
"لاعليك من الناس،
وأنت لاتزال وسيماً بنظري."
يلتفت للنافذه،
ليمنع صديقه من أن يرى دموعه،
ويهمس لنفسه،
"كم أنا محظوظ بك ياصديقي.".

الختام:
الجمال هو مايكون نابع من داخلنا،
فلا تهملوا جمالكم الخاص،
لأنه هو اللذي سيجاوركم طوال حياتكم،
والأصدقاء،
نادرون جداً فحافظوا عليهم،
ولاتتركوهم أبداً،
حفظ الله لكم النادرون.

فيصل...

الأربعاء، 13 مارس 2013

إنحنيت لها حبّاً....

إنحنيت لها حبّاً.."٣٧"
قصّة قصيرة بقلمي...

نظرت لها،
وجدّتها بملامح الأطفال،
حتى لها طولهم،
مرحة، سريعة الحركة، مضحكة جداً،
من غير شعور إبتسمت،
أراها تخجل ثم تأتي بغضب،
وتقول،
"مايضحكك أيها البرج!؟"،
"عذراً عزيزتي،
لم أقصد الإسائة ولكن.."،
تقاطعني،
"هل تضحك لقصري!؟،
نعم ذلك مايضحك،
تكلّم قل..!!"،
أجد الكلمات تهرب منّي لجرأتها،
فجأة أتكلّم،
"لا ياعزيزتي،
ليس ذلك مايضحكني،
فطولك انا أعشقه،
وأما سبب ضحكي،
كان لتصرّفاتك التي تسلبني اللب"،
تخجل وتغضب بنفس الوقت فتقول،
"انت!!..
أنت ماذا تقصد هل هذا مديح أم ذم،
لو سمحت أنا لست ..
انت وقح..!!"،
وتنصرف.

كان هذا اللقاء حدث،
أمام باب محاضرة،
ولم ينسى الشاب،
"الملكة" كما كان يسميّها،
وكان كلّ ما مرّت أمامه ينحني لها،
وكانت تخجل وتسرع خطوتها،
وفي يوم أمام حديقة الكلّية،
رأها وعندما مرّت بجانبه،
سقطت من يدها،
مذكّرة،
فانحنى الشاب على ركبته،
وأخذ المذكّرة وأعطاها وهو على ركبته،
"تفضّلي ياملكتي"،
قالها وهو يبتسم،
أخذتها وهي تقول،
"شكراً يامهرّجي"،
هرولت خجلة،
وظل الشاب يضحك،
على تصرّفاتها،
وبعد سنة،
قد توطدت علاقتهم أكثر،
فأصبحوا يُعرفون،
بـ"الملكة والمهرّج"،
وقد تقدّم الشاب لخطبتها،
وتمّت الخطبة،
بإتفاق أن يتزوّجوا بعد دراستهم،
وفي أحدى الليالي يتحدّثون بالهاتف.

مساء الخير ملكتي..

مساء الخير مهرّجي،
ممم لدي سؤال غريب..

تفضلّي مولاتي سلي ماشئتِ..

ممم لماذا تحبّني!؟..

*يضحك* ومابكِ كيلا أحبّه!؟..

إخرس لاتضحك علي،
*بخجل* ولكنّني قصيرة..

ذلك كان سبب إعجابي،
وبعد هذا الإعجاب وقعت بحبّك،
بحب تلك الفتاة الجميلة،
بروحها بعطفها بحنانها،
شقيّة مغامرة صريحة وخجولة،
تحبّ الخير للجميع..

مممم لا تجاملني!!..

لا أجاملك هذه الحقيقة!!..

إذاً ليس بي عيوب!؟..

بلى لديك عيب كبير جداً..

*تشعر بقلبها يخفق بشدّة*
ماهو!؟..

أنكِ لا تعلمين كم أنتي جميلة،
وتضعين قصرك،
سبب في منعك من رؤية ذلك..

ولكن انا قصيرة!؟..

نعم أنتي كذلك،
وذلك ما يجذبني لكِ،
إن لم تحبّي ذلك في ذاتك،
فلا تجعليه سبباً،
في منعك من رؤية باقي صفاتك الجميلة..

*تشعر بالخجل*
إذاً تحبّني رغم قصري!؟..

*يضحك*
بل لأجل قصرك أنا أحبّكً يا مولاتي..

*تضحك*
يالـ لسانك المعسول يا ملكي أعشقك..

ينهون المحادثة،
وتذهب لترى ذاتها في المرآة،
متفاخرة بحبّ ذلك الرجل لها،
وينظر هو لصورتها بجوّاله،
أنتي فقط من إنحنيت لها حبّاً.

الختام:
جميعنا نمتلك جمال فريد،
فقط بكوننا "نحن"،
لا تجعلوا الأشخاص يخبرونكم،
ماهو الجميل ودونه،
وحتماً ستجدون ذلك الشخص،
اللذي يهوى عيوبكم قبل مزاياكم.


فيصل...

ريشة في مهب الريح...

ريشة في مهب الريح.."٣٦"
قصّة قصيرة بقلمي...

في إحدى المدن،
على مبنى يناطح السحاب،
جلست يمامة بيضاء،
تنظر للمدينة،
وقد إعتادت المنظر كلّ يوم،
همّت بالطيران ووقعت ريشة منها،
وبينما الريشة تسقط تداعبها الرياح،
تنظر للكون للشقق للبشر لكلّ شيء.

ويييه...*تصرخ بحماس*
أعشق السقوط بالهواء،
شعور غريب وممتع بنفس الوقت،
يالهذه الحمامة الغبيّة،
ياه الريح تدفعني باتجاه المبنى،
سأصطدم به،
آخ مؤلمة الصدمة،
كأنني صدمت الزجاج،
ماهذا،
هناك رجل من البشر وأبنه،
لأستمع لهم ليس لدي ماأقوم به على كل حال.

كم مرّة أخبرتك ألا تفعل ذلك..

لكن أبي لم أفعل أي خطأ..

بلى أنت دائماً تأتي بالقطط الشاردة،
لتساعدهم وتوّكلهم ثم يوسّخون المكان..

لكن يا أبي..

كفى!! لاتفعل ذلك مرةً أخرى!!..

وتأتي نسمه تأخذ الريشة.

يااه لم أستطيع سماع الباقي،
لا يهم فليس شيء عظيم على كلّ حال،
اليوم جميل،
لا يوجد مطر،
المطر يغضبني،
فهو دائماً يرميني للأرض بسرعة،
وأنا أحب التجوال،
ماذا الآن،
هذه حمامة أخرى تطير،
ياه التصقت بها،
الى اين ستأخذني هذه الغبيّة!؟.

وبينما الحمامة ترفرف،
تسقط الريشة،
وهذه المرّة لايوجد نسيم هواء،
تسقط بهدوء للأرض،
ولكن بالنسبة لها،
فهو كالهبوط الإضطراري،
فتصطدم بالأرض.

اخ هذا انا وقعت على الارض،
لايهم فحياتي ليست ذا معنى على كل حال،
سأبقى هنا حتى يدوسني أحد،
أو تأخذني المياه للمجاري،
على كل حال لن يهم شيء.

بعد وقت يمر الطفل،
فيرى الريشة،
يمسكها ويضعها على راحة يده الصغيرة.

اه ما أجملك من ريشة،
سأحتفظ بكِ،
بما أن أبي يمنعني من الإحتفاظ بالقطط،
او بأي شيء له روح،
فهو يقول أن الشيء المهم هو المال،
ولكنّي أعشق الأشياء التي لها روح،
والمال لم أشعر بروحه أبداً،
وانتي بالعكس تملكين روح جميلة ياريشة،
مغامرة فرحة مثابرة،
ستكونين بقربي للأبد.

فيخرج الطفل محفظته الصغيرة،
ويضع الريشة،
ويتركها هناك.

مرّت السنين،
يقف كهل أمام الشاطئ،
اللذي يقابل منزله اللذي يشبه القصر،
يخرج محفظته ومن داخلها يخرج ريشة،
قد عتقت وشاخت كما شاخ،
ويحدّثها.

آه ياصديقتي،
لقد مرّت السنين وجاورتني بحياتي،
ياليت أبي يراني الآن،
فعندما أهتممت للأرواح،
حصلت على أكثر مما أريد،
فأنا أملك من المال مالايمكنني صرفه،
وذقت جميع المشاعر،
التي شعرت معها بأنني عشت حقاً،
والآن عائلتي جميعها في المنزل،
وأشعر بأن ساعتي قد حانت،
أحببت رؤيتك للمرّة الأخيرة،
فإني أعتقد أن جزء مني إلتصق بكِ،
وجزء منكِ إلتصق بي،
شكراً لوجودك معي طوال هذه السنين،
حفظتك وأحتفظتي بي.

يجلس الرجل على مقعد على الشاطئ،
ويقبّل الريشة،
ثم يضعها على فخذه،
وينظر للبحر،
ثم يلفض آخر أنفاسه.

ياه ياعزيزي،
انا من يشكرك،
وعدتني بحفظي ووفيت،
والآن قد توّفيت،
وآن لي أن أعود كما كنت قبلك،
"ريشة في مهب الريح".

يأتي نسيم فيحمل الريشة للماء،
تطفو قليلاً ثم تغوص للأبد..

الختام:
دائماً قد نجد بحياتنا أشياء معنوية،
بسيطة لاتكاد تذكر،
ولكن هذه الأشياء تمنحنا قوّة لاتقاس،
وتدفعنا للأمام،
وكلّما تعلقنا بأرواحنا،
وجدنا نبع القوّة الخفي،
دمتم لي مصدر قوّة يدفعني للأمام،
وجمع الله أرواحنا تحت رحمته.


فيصل...

الاثنين، 11 مارس 2013

ميناء النسيان...

ميناء النسيان..."٣٥"
قصّة قصيرة بقلمي...

في أحد الموانئ،
بجانب المنارة،
يوجد كرسي خشبي،
تجلس عليه إمرأة جميلة،
ترتدي فستان أزرق،
بخفيّن من نفس اللون،
بشعرها الذهبي،
ترتدي قبعّة بيضاء كبيرة،
تنظر للبحر اللذي يشبه لون أعينها،
تنظر وهي تتنهّد،
وتحدّث نفسها.

اليوم سيرجع،
نعم اليوم سيعود،
لقد قال لي ذلك،
لقد وعدني بذلك،
بأنه سيعود،
ولكن لم يعد،
وقد طال الوقت،
ولكن أعلم أنه سيعود اليوم،
نعم ذلك ماسيحدث،
سأرتمي بأحضانه،
مشتاقه لعبقه،
سنعود معاً للبيت،
نعم معاً سنبقى للأبد.

كان عامل المنارة يخرج منها،
لأنه وقت غدائه،
واليوم سيأتي صاحبه ليتغدّى معه،
وعندما جلسا بمكان قريب،
من المنارة وينظرون للفتاة،
ليس من بعيد.

ياللمسكينة..

من تقصد!؟..

تلك الفتاة..*يشير بعينيه إتجاهها*

اه، فعلاً يالها من مسكينة..

هل مرّ عليها سنة أم أكثر!؟..

أعتقد أنها أصبحت سنتان..

ياه حقاً إنها مسكينة..

ذكّرني بحكايتها فقد نسيتها..

حكايتها،
اه نعم حكايتها،
حسناً سأخبرك ياصديقي،
او بالأحرى سأنعش ذاكرتك..

وهنا بدأ عامل المنارة بالحديث لصديقه،
عن حكاية تلك الفتاة.

هذا الميناء ياصديقي،
عرفته منذ زمن،
حاله كحال الموانئ الاخرى،
عندما يرحل البشر عنه،
ينسون أمره،
فالميناء إما قادمون أو راحلون،
لاتجد به من يبقى،
لذلك الجميع ينسى بالموانئ،
ينسى الاغراض،
الحاجات،
حتى الاشخاص،
ولكن هذه الفتاة عاشت في هذا الميناء،
منذ طفولتها،
والدها كان يعمل بالمنارة قبلي،
حتى أصبح كبير في السن،
وتوقف عن العمل،
ولم يستطع الذهاب لاي مكان،
اشترى بيت او بالاحرى غرفة،
له ولابنته،
التي أصبحت شابّه،
وقعت بحب بحّار،
بحّار يتردد على هذا الميناء،
لقد وعدها الشاب بالزواج،
وبعد مرور وقت تزوَجوا،
وبعد وقت قليل من زواجهم،
استدعوه لرحلة طويلة تستغرق ستّة شهور،
رفض ولكن العقد لزم عليه ان يذهب،
وفعل وقبلها وعدها،
ان يعود بعد انقضاء المدّة،
وخلال الثلاثة أشهر الأولى،
أصاب والدها بمرض وتوفي،
وكانت الثلاث الشهور الباقية مؤلمة جداً،
حيث كانت وحيدة بهذا الميناء المليء بالنسيان،
حتى جنازة والدها،
لم يحضرها الا هي وانا وأحد المارّة،
تحمّلت الألم على أمل أن يعود زوجها،
وفي اليوم المحدّد لعودته،
جلست هنا فرحة باسمة،
تلوّح لي بأن أنتبه لسفينته،
وهي فرحة ورأيت سفينته،
وكانت سعيدة جداً،
حتى اذا رست على الميناء،
خرجوا البحارة ولم يأتي زوجها،
سألت عنه قبطان السفينة،
فأخبرها بأسى،
أن زوجها لقى حتفة في البحر،
إثر عاصفة وقد مات الكثير،
صعقت المسكينة،
وأصابت بالجنون،
وهذه هي كلّ يوم،
تجلس في نفس المكان،
تنتظر،
كأنها لم تسمع حديث القبطان،
يالها من مسكينة.

الختام:
النسيان نعمة ونقمة في نفس الوقت،
يأتي عندما لانريده،
ويصعب علينا عندما نحتاجه،
أنساكم الله كلّ حزن،
وحفظ لكم ذكرياتكم الجميلة.


فيصل...

الأحد، 10 مارس 2013

قتلتني ببرود

قتلتني ببرود.."٣٤"
قصّة قصيرة بقلمي...

أكرهها،
أحبها،
مجنون بها وبنفس الوقت عاقل معها،
أريدها ولا أريدها بنفس الوقت،
هي قاتلة،
نعم هي كذلك،
تلعب بمشاعري كيفما تشاء،
ثم تتركني كالمجنون ألتمسها،
تغيب عنّي وتترك طيوفها تعذّبني،
قاسية وقحة ومغرورة،
يااه كم أحبّها،
لا انا أكرهها،
لا أعلم ماهو شعوري،
أذهبت عقلي وقتلت قلبي ببرودها.

جلس وهو ينظر لجوّاله،
يقرأ رسائلها،
ويعض على شفاهه،
يرمي الجوّال ثم يأخذه بحنان،
جالس بجنح الليل لوحده ينتظر مكالمتها،
وبعد لحظات من التوتّر تتصّل،
يقفز فرحاً يجيب على الهاتف.

آلو..

صباح الخير جميلي..

أهلاً عزيزتي إشتقت لكِ..

أعلم ذلك..*تضحك بخفّه*

يالقسوتك إذاً لماذا لم تتصلّي..

أعشق عذابك..

أنتي قاسية..

نعم قاسية..

معي فقط..

نعم..*تضحك*

لا تضحكي فأنتي...
أنتي...

انا ماذا!؟..

أنتي لا تهتمين لحالي..

إذاً لماذا أتّصل!؟..

لا أعلم ربما لتضحكي علي..

*تضحك بهستيريا* ما أجملك كالطّفل..

إخرسي انا رجل..

حسناً يارجل، كيف يومك!؟..

سيء..*يتنهّد*

جيّد*تضحك*, ولكن لماذا!؟..

لأنني إشتقت لكِ،
ولم أحادثك..

والان!؟..

ممم أفضل..

اذاً تصبح على خير..

اين!!..

سأنام..

ولكنني لم أشبع منك..

ولن تشبع يامجنوني..

يااه اكرهك..

أفضل ، انا اتلذذ بكرهك،
وداعاً..

لحظة !!
الو!!
الوووو!!

ينغلق الخط،
يتصّل بها،
و"الجهاز مغلق"،
يضع رأسه على وسادته ويصرخ ألماً،
لاينام طول الليل،
وفي الصباح يحدّث نفسه.

سأتركها للأبد،
لم أعد أحتمل هذا الجنون..

تمرّ الأيام وتبتدي الفتاة بالإتصال،
ولايجيب،
وتكرر اتصالها ورسائلها ولايجيب،
وبعد وقت قد فقد مشاعره لها،
يجيب على اتصالها في احدى الليالي.

نعم..

اين كنت يا احمق..

لا تقولي احمق وليس من شأنك أمري!!..

مابك !؟
ماهذا الأسلوب!؟..

هذا أسلوبي وكفى..

هل فقدت عقلك،
أتحادثني بهذه الطريقة!؟..

لو سمحتي لايكثر حديثك،
لقد بدأت أزهق منك،
اسأذهب الان يامجنونة،
وداعاً..

ويقفل الخط،
تحاول الاتصال به من جديد،
وتجلس تنظر لهاتفها والدموع تنهمر.

لماذا فعلت ذلك!؟
لماذا تركته يذهب من بين يدي!؟
يالتعاستي احببته بصدق،
ولكنني فعلاً مجنونة، بتعاملي معه من قبل،
والان ذهب ذهب وتركني.

ترسل له رسالة كتبت بها،
"قتلتني ببرود"،
يقرأ الرسالة،
يبتسم ويقول في نفسه،
"كما فعلتي بي"،
يمسح الرسالة ويرمي جوّاله.

الختام:
عندما تجدون من يهمّكم أمره،
لا تجعلوه يفلت من بين أيديكم،
بإسلوبكم وتماديكم الغير مبرّر،
حفظ الله لكم من تحبّون.


فيصل..

ضوء شاشة اللابتوب..

ضوء شاشة اللابتوب.."٣٣"
قصّة قصيرة بقلمي....

جلست أمام حاسوبها،
بعد منتصف الليل،
وقد تعوّدت ذلك كلّ ليلة،
بين منتدى وبرنامج محادثة،
وبرامج التواصل الإجتماعي.

ها انا من جديد،
متملّلة،
لاشيء يذكر فقط أقضي ساعات الليل،
بين موقع وآخر أكتب واقرأ،
لقد مللت من البشر،
فهم هنا أقلّها لا يعلمون بحالي،
ولايهتمون لي،
يكفي انهم،
اما يجاملوني،
او يمزحون،
او يقومون بالسباب،
أشفق عليهم،
وأشفق على حالي.

تذهب ليلتها كعادتها،
حتى يقوم شخص بارسال رسالة لها.

"هل لي بالتواصل معك،
انا احتاجك."

من هو هذا الشخص،
يحتاجني!؟
بماذا يحتاجني!؟
لأرى مايريد.

ترسل له حساب "الإيميل"،
لترى مايريد هذا الشخص الغريب.

بعد وقت قصير،
تصل لها إضافة،
توافق ويبتدي الحديث.

صباح الخير..

صباح النور..

كيف حالك!؟...

بخير، ماذا تريد!؟..

ممم لا اعلم ماذا اقول لك..

اسمع انا لا احدّث الشباب،
لذا إعذرني إن لم يكن هناك شيء..

إسمعي،
انا رجل غريب الأطوار،
لست إجتماعي،
ولا احب النفاق الاجتماعي كذلك،
لم احدث غيرك،
واعلم ان رسالتي غريبة كذلك،
لكن اعتقد انك تشبهينني بكثير من الامور،
واحتاج لأي شخص كي أشعر بشيء،
انا أخاف أن أفعل شيء،
لايمكن الرجوع عنه.

هل انتهيت!؟

نعم انتهيت..

وداعاً.

تركته معتقده انه متطّفل آخر،
تمر الايام ولم يحدث بينهم تواصل،
وبعد وقت ترى حساب ايميله،
مكتوب.
"لقد توفى صاحب الايميل،
ادعوا له بالمغفرة"

الختام:
ربما يأتي لنا أشخاص،
يحتاجون للمساعدة،
فحاول أن تعرف مايريد،
قبل أن تقفل الباب بوجهه.


فيصل...

السبت، 9 مارس 2013

طعنة الأحلام....

طعنة الأحلام..."٣٢"
قصّة قصيرة بقلمي...

جميلة..
نعم انا جميلة..
اذاً لماذا يصيبني كل هذا الحزن..

جلست تنظر لمرآتها،
تحدّث نفسها،
تشعر بالسوء حيال ذاتها،
تمسح بقايا الكحل اللذي ساح،
ساح ليصبغ وجنتيها بالسواد،
ساح من فعل دموعها،
تبكي وهي تمسح بقايا مكياجها،
وتصرخ ألماً،
وضعت رأسها على التسريحة،
عادت تنظر للبقع الباقيه،
اكملت تنظيف وجهها،
ثم نظرت بعينيها بعمق،
وهي تقول بهمس.

لماذا تحزنين،
انتي جميلة والجميلات لايليق بهن الحزن،
لماذا تبكين بسبب طعنات الاحلام،
ماذا يعني ان لم يتحقق حلمي،
ماذا يعني انّه تركني وذهب،
هو المجنون ولست انا،
هو اللذي خسرني ولم أخسره،
لم يعد يهمني الا تتحقق احلامي.

وتجلس تنظر لادوات التزيين،
ثم تاخذها وتبتدي بالتلوين على وجهها،
بحالة هستيرية.

بعد مضي وقت تنظر لوجهها،
الذي أصبح ملوّناً كالمهرّجين،
وتقول بصوت مبحوح.

نعم هذا يليق بكِ أكثر،
أنتِ مهرّج،
أضحوكة،
مجرّد مزحة قبيحة،
الان لن يلاحظوا دموعك،
سيعتبرونها الواناً اخرى للتزيين،
فقط ستبقين هكذا للأبد،
تضحكين وسعيدة من الخارج،
وتموتين حزناً من الداخل.

وارتجفت شفاهها،
التي تلطخت باللون الاحمر،
وهي تتذكّر كلماته.

عزيزتي انا ساتركك،
لم اعد احتمل سواد نفسك،
برغم جمالك الا انك قبيحة من الداخل،
ودائماً تخشين ان يكتشف الناس،
مابداخلك من سواد،
فتزيدين من جمالك،
معتقده انه شفيع لكِ،
ولكن اليوم لم يعد يشفع لكِ.

تعض شفاهها ندماً،
ثم ترمي زجاجة العطر على المرآة،
فتتكسّر ويخرج العطر متناثراً،
تنظر لقطعة الزجاج،
وكأن فكرة سوداء برقت بعقلها،
تأخذ القطعة،
فإذا بالباب يفتح،
يأتي رجل ويصفعها ليطرحها أرضاً.

ما بك يامجنونة!!
ماذا ستفعلين!؟

أتركني!!
جميعكم لا تريدوني..!!

ماذا تقولين!؟

لقد تركني حبيبي بسبب قبحي.

لستِ قبيحة.

يقصد روحي وليس شكلي.

وذلك ماقصدت لستِ قبيحة،
روحك من أجمل الارواح التي قابلتها،
وانا واقع بحبّك منذ زمن،
انتي عطوفه ومرحة،
رغم انك تخشين ان يقترب الناس لك،
الا انني استطعت ذلك طول هذه الفترة،
ولا استطيع الا ان اقول ان روحك اجمل،
اجمل من ملامحك،
ومن يقول عكس ذلك،
فحتماً هو المجنون.

تشعر الفتاة بحملها يسقط،
تحتضنه وتجهش بالبكاء،
يقبل رأسها،
ثم ينظر لها ويقول،
"يالجمالك يامهرّجي الحزين".

الختام:
لكل منّا جماله الفريد،
لاتقلق فحتماً ستجد من يرى ذلك الجمال بك،
وعندما تفعل،
ستكون احلامك كالاحضان وليست كالطعنات،
انا واقع بحب جمالكم الداخلي،
واتمنى ان تحققوا احلامكم.


فيصل...