بيت الزجاج..."٣٨"
قصة قصيرة بقلمي...
صديقي يتعبني معه،
يمشي على طريقه للتهلكة،
نحو اللاشيء ،
ليته يعرف،
أن مايفعله لن يعود له بغير السوء،
فهو لايهتم إلا لمنظرة،
ويتفاخر به،
ويزيد عليه،
ولا ينمي من داخله،
رغم أنه يملك بعض الجمال الداخلي،
إلا أن إدمانه لمظهرة سلبه ذلك،
فأضحى يفاخر بهيئته وشكله،
ويحتقر الآخرين،
لايعلم أنه بيوم ما سيخسر كل ذلك،
هو كبيت من زجاج وسيكسر في يوم ما.
وهو غارق بالتفكير ينتظر صديقه،
ليركب معه السيارة أمام بيته،
إذا بذلك الرجل الوسيم يخرج،
ويتهدّى بمشيته،
كأن هنالك كاميرات ستلتقط صورته،
ملابسه متناسقه مع ملامحه،
بألوان جاذبه،
وتحمل أسماء ماركات مشهورة،
من خاتمه اللذي بخنصره،
حتى حذائه،
جميعه متناسق أيمّا تناسق،
يأتي ويفتح باب السيارة بخفّه،
ويصعد السيّارة،
"صباح الخير ياقبيح"،
يبتسم صديقه ويجيب،
"صباح الخير ياوسيم"
وبعد شكليات وحديث عن حياتهم بسيط،
يتحدّث الأول،
"صديقي جاوبني بصراحة،
لما لا تهتم بشيء غير المظهر!؟"،
يجيب كأنه مُبرمج،
"ذلك أنه لايهم غيره"،
شعر بالغضب،
"ولكن هنالك أموراً كثيره أهم من ذلك!!."،
يجيب وهو يقهقه،
"ذلك كلام من لايملكون الجمال ياقبيح"،
يصمتون ثم يصلون لعملهم.
وبعد عودتهم من العمل،
وهاقد وصلوا أمام منزله،
وهمّ الآخر بالنزول يقول الأول،
"صديقي أريدك أن تعلم،
أن هذه ختام علاقتي بك،
فلم أعد أحتمل هذا الطبع،
اللذي كنت أحاول تغييره لفترة طويلة،
فأنت كبيت من زجاج وستكسر في يوم ما."،
وبينما الآخر يستمع،
حتى أنتهى صاحبه من الحديث،
عقد حاجبيه وقال بغضب،
"انت وقح تغار منّي وتحسدني،
تختم علاقتنا!! ها لايهمني ذلك بتاتاً،
فلتذهب للجحيم أيها القبيح،
فهي مناسبة لك!!."،
ونزل وذهب مسرعاً لبيته،
نظر صاحبه له،
وهو يدمدم لنفسه،
"كن بخير".
بعد مرور الايام،
وصل خبر مفزع لصديقنا،
وهو أن صديقه قد أصابه حادث مروري،
والآن موجود بأحد المستشفيات،
ذهب على عجل لزيارته ويستطلع الخبر.
دخل المستشفى،
"صديقي فلان قد وقع له حادث،
ولا اعلم مكانه،
أرجوك أخبرني أين هو بسرعة!!"،
يخبره الموظّف أن يهدأ،
وبعد حديث بسيط،
عرف مكان غرفته ذهب مهرولاً،
حتى لم يتذكّر كلامهم الأخير،
وصل للغرفة ورئاها خالية،
لايوجد ورود ولا أناس،
كأن ليس بها مريض دخل الغرفة،
وجد السرير وكانت تحوفه ستارة،
قال بصوت مرتبك يستطلع،
"فلان!!"،
يجيب الصوت،
اللذي اختلف عن صوت صاحبه،
"نعم، من هناك!؟"،
يرد عليه،
"انا صديقك فلان،
هل انت بخير!؟"،
وهو يفتح الستارة،
يصرخ الآخر،
"لاتفتحها أنا بخير،
لا تنظر لي أرجوك!!"،
ومن دون أن يعي كان قد فتح الستاره،
ونظر أمامه بصدمه،
بصعقه وأندهاش،
فلم يكن يعرف اللذي أمامه،
رأى جثّة،
مشوّهه،
ملامح مسخة،
وجهه محروق من جانب والجانب الآخر مهشّم،
فاقد يده اليسرى وقدمه اليسرى كذلك،
كانت مجرّد جثّه مشوّهه،
ذلك الصديق اللذي كان كأنه الملاك في جماله،
هاهو ينظر له ولم يعرفه،
يتكلّم الآخر،
"أرتحت،
الآن أنا أقبح منك"،
يقترب صديقه له،
يصرخ،
"أبتعد أنت كالآخرين،
وغد حسود ستتركني وتذهب كذلك،
بعد أن أصبحت مجرّد مسخ"
يقترب له،
"أبتعد لا تقترب،
ماذا تفعل ستضحك علي،
نعم ستفعل ذلك أذهب أقول لك،
لا تقترب!!"،
يصرخ بصوته المتقطّع،
يضع صديقه يده على فمه،
وينزل ليقبّل رأسه،
ويهمس بصوت باكي ودموعه تنهمر،
"حمداً لله أنك بخير"،
شعر بأن الدنيا ستبتلعه وهو يسقط،
وأنفجر باكياً،
وهو يحضن صديقه بيده اليمنى الوحيده.
بعد وقت طويل يخرج من المشفى،
وصديقه يدفعه على الكرسي،
ليركبوا السيارة،
وهم بالسيارة،
يقول الأول،
"حمداً لله على سلامتك،
سنذهب لنحتفل."
يضحكون ويتحدّثون قليلاً،
ثم يقول الآخر،
"أتعلم كنت على حق،
ليتني سمعت كلامك،
فالآن قد تكسّر بيت الزجاج،
والناس لم تعد تلتفت لي،
بل تنفر منّي،
هل تصدّق أنك أنت أصبحت الوسيم الآن.."،
يضحك ببرود،
يجيب صديقه،
"لاعليك من الناس،
وأنت لاتزال وسيماً بنظري."
يلتفت للنافذه،
ليمنع صديقه من أن يرى دموعه،
ويهمس لنفسه،
"كم أنا محظوظ بك ياصديقي.".
الختام:
الجمال هو مايكون نابع من داخلنا،
فلا تهملوا جمالكم الخاص،
لأنه هو اللذي سيجاوركم طوال حياتكم،
والأصدقاء،
نادرون جداً فحافظوا عليهم،
ولاتتركوهم أبداً،
حفظ الله لكم النادرون.
فيصل...
الجمعة، 15 مارس 2013
الأربعاء، 13 مارس 2013
إنحنيت لها حبّاً....
إنحنيت لها حبّاً.."٣٧"
قصّة قصيرة بقلمي...
نظرت لها،
وجدّتها بملامح الأطفال،
حتى لها طولهم،
مرحة، سريعة الحركة، مضحكة جداً،
من غير شعور إبتسمت،
أراها تخجل ثم تأتي بغضب،
وتقول،
"مايضحكك أيها البرج!؟"،
"عذراً عزيزتي،
لم أقصد الإسائة ولكن.."،
تقاطعني،
"هل تضحك لقصري!؟،
نعم ذلك مايضحك،
تكلّم قل..!!"،
أجد الكلمات تهرب منّي لجرأتها،
فجأة أتكلّم،
"لا ياعزيزتي،
ليس ذلك مايضحكني،
فطولك انا أعشقه،
وأما سبب ضحكي،
كان لتصرّفاتك التي تسلبني اللب"،
تخجل وتغضب بنفس الوقت فتقول،
"انت!!..
أنت ماذا تقصد هل هذا مديح أم ذم،
لو سمحت أنا لست ..
انت وقح..!!"،
وتنصرف.
كان هذا اللقاء حدث،
أمام باب محاضرة،
ولم ينسى الشاب،
"الملكة" كما كان يسميّها،
وكان كلّ ما مرّت أمامه ينحني لها،
وكانت تخجل وتسرع خطوتها،
وفي يوم أمام حديقة الكلّية،
رأها وعندما مرّت بجانبه،
سقطت من يدها،
مذكّرة،
فانحنى الشاب على ركبته،
وأخذ المذكّرة وأعطاها وهو على ركبته،
"تفضّلي ياملكتي"،
قالها وهو يبتسم،
أخذتها وهي تقول،
"شكراً يامهرّجي"،
هرولت خجلة،
وظل الشاب يضحك،
على تصرّفاتها،
وبعد سنة،
قد توطدت علاقتهم أكثر،
فأصبحوا يُعرفون،
بـ"الملكة والمهرّج"،
وقد تقدّم الشاب لخطبتها،
وتمّت الخطبة،
بإتفاق أن يتزوّجوا بعد دراستهم،
وفي أحدى الليالي يتحدّثون بالهاتف.
مساء الخير ملكتي..
مساء الخير مهرّجي،
ممم لدي سؤال غريب..
تفضلّي مولاتي سلي ماشئتِ..
ممم لماذا تحبّني!؟..
*يضحك* ومابكِ كيلا أحبّه!؟..
إخرس لاتضحك علي،
*بخجل* ولكنّني قصيرة..
ذلك كان سبب إعجابي،
وبعد هذا الإعجاب وقعت بحبّك،
بحب تلك الفتاة الجميلة،
بروحها بعطفها بحنانها،
شقيّة مغامرة صريحة وخجولة،
تحبّ الخير للجميع..
مممم لا تجاملني!!..
لا أجاملك هذه الحقيقة!!..
إذاً ليس بي عيوب!؟..
بلى لديك عيب كبير جداً..
*تشعر بقلبها يخفق بشدّة*
ماهو!؟..
أنكِ لا تعلمين كم أنتي جميلة،
وتضعين قصرك،
سبب في منعك من رؤية ذلك..
ولكن انا قصيرة!؟..
نعم أنتي كذلك،
وذلك ما يجذبني لكِ،
إن لم تحبّي ذلك في ذاتك،
فلا تجعليه سبباً،
في منعك من رؤية باقي صفاتك الجميلة..
*تشعر بالخجل*
إذاً تحبّني رغم قصري!؟..
*يضحك*
بل لأجل قصرك أنا أحبّكً يا مولاتي..
*تضحك*
يالـ لسانك المعسول يا ملكي أعشقك..
ينهون المحادثة،
وتذهب لترى ذاتها في المرآة،
متفاخرة بحبّ ذلك الرجل لها،
وينظر هو لصورتها بجوّاله،
أنتي فقط من إنحنيت لها حبّاً.
الختام:
جميعنا نمتلك جمال فريد،
فقط بكوننا "نحن"،
لا تجعلوا الأشخاص يخبرونكم،
ماهو الجميل ودونه،
وحتماً ستجدون ذلك الشخص،
اللذي يهوى عيوبكم قبل مزاياكم.
فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي...
نظرت لها،
وجدّتها بملامح الأطفال،
حتى لها طولهم،
مرحة، سريعة الحركة، مضحكة جداً،
من غير شعور إبتسمت،
أراها تخجل ثم تأتي بغضب،
وتقول،
"مايضحكك أيها البرج!؟"،
"عذراً عزيزتي،
لم أقصد الإسائة ولكن.."،
تقاطعني،
"هل تضحك لقصري!؟،
نعم ذلك مايضحك،
تكلّم قل..!!"،
أجد الكلمات تهرب منّي لجرأتها،
فجأة أتكلّم،
"لا ياعزيزتي،
ليس ذلك مايضحكني،
فطولك انا أعشقه،
وأما سبب ضحكي،
كان لتصرّفاتك التي تسلبني اللب"،
تخجل وتغضب بنفس الوقت فتقول،
"انت!!..
أنت ماذا تقصد هل هذا مديح أم ذم،
لو سمحت أنا لست ..
انت وقح..!!"،
وتنصرف.
كان هذا اللقاء حدث،
أمام باب محاضرة،
ولم ينسى الشاب،
"الملكة" كما كان يسميّها،
وكان كلّ ما مرّت أمامه ينحني لها،
وكانت تخجل وتسرع خطوتها،
وفي يوم أمام حديقة الكلّية،
رأها وعندما مرّت بجانبه،
سقطت من يدها،
مذكّرة،
فانحنى الشاب على ركبته،
وأخذ المذكّرة وأعطاها وهو على ركبته،
"تفضّلي ياملكتي"،
قالها وهو يبتسم،
أخذتها وهي تقول،
"شكراً يامهرّجي"،
هرولت خجلة،
وظل الشاب يضحك،
على تصرّفاتها،
وبعد سنة،
قد توطدت علاقتهم أكثر،
فأصبحوا يُعرفون،
بـ"الملكة والمهرّج"،
وقد تقدّم الشاب لخطبتها،
وتمّت الخطبة،
بإتفاق أن يتزوّجوا بعد دراستهم،
وفي أحدى الليالي يتحدّثون بالهاتف.
مساء الخير ملكتي..
مساء الخير مهرّجي،
ممم لدي سؤال غريب..
تفضلّي مولاتي سلي ماشئتِ..
ممم لماذا تحبّني!؟..
*يضحك* ومابكِ كيلا أحبّه!؟..
إخرس لاتضحك علي،
*بخجل* ولكنّني قصيرة..
ذلك كان سبب إعجابي،
وبعد هذا الإعجاب وقعت بحبّك،
بحب تلك الفتاة الجميلة،
بروحها بعطفها بحنانها،
شقيّة مغامرة صريحة وخجولة،
تحبّ الخير للجميع..
مممم لا تجاملني!!..
لا أجاملك هذه الحقيقة!!..
إذاً ليس بي عيوب!؟..
بلى لديك عيب كبير جداً..
*تشعر بقلبها يخفق بشدّة*
ماهو!؟..
أنكِ لا تعلمين كم أنتي جميلة،
وتضعين قصرك،
سبب في منعك من رؤية ذلك..
ولكن انا قصيرة!؟..
نعم أنتي كذلك،
وذلك ما يجذبني لكِ،
إن لم تحبّي ذلك في ذاتك،
فلا تجعليه سبباً،
في منعك من رؤية باقي صفاتك الجميلة..
*تشعر بالخجل*
إذاً تحبّني رغم قصري!؟..
*يضحك*
بل لأجل قصرك أنا أحبّكً يا مولاتي..
*تضحك*
يالـ لسانك المعسول يا ملكي أعشقك..
ينهون المحادثة،
وتذهب لترى ذاتها في المرآة،
متفاخرة بحبّ ذلك الرجل لها،
وينظر هو لصورتها بجوّاله،
أنتي فقط من إنحنيت لها حبّاً.
الختام:
جميعنا نمتلك جمال فريد،
فقط بكوننا "نحن"،
لا تجعلوا الأشخاص يخبرونكم،
ماهو الجميل ودونه،
وحتماً ستجدون ذلك الشخص،
اللذي يهوى عيوبكم قبل مزاياكم.
فيصل...
ريشة في مهب الريح...
ريشة في مهب الريح.."٣٦"
قصّة قصيرة بقلمي...
في إحدى المدن،
على مبنى يناطح السحاب،
جلست يمامة بيضاء،
تنظر للمدينة،
وقد إعتادت المنظر كلّ يوم،
همّت بالطيران ووقعت ريشة منها،
وبينما الريشة تسقط تداعبها الرياح،
تنظر للكون للشقق للبشر لكلّ شيء.
ويييه...*تصرخ بحماس*
أعشق السقوط بالهواء،
شعور غريب وممتع بنفس الوقت،
يالهذه الحمامة الغبيّة،
ياه الريح تدفعني باتجاه المبنى،
سأصطدم به،
آخ مؤلمة الصدمة،
كأنني صدمت الزجاج،
ماهذا،
هناك رجل من البشر وأبنه،
لأستمع لهم ليس لدي ماأقوم به على كل حال.
كم مرّة أخبرتك ألا تفعل ذلك..
لكن أبي لم أفعل أي خطأ..
بلى أنت دائماً تأتي بالقطط الشاردة،
لتساعدهم وتوّكلهم ثم يوسّخون المكان..
لكن يا أبي..
كفى!! لاتفعل ذلك مرةً أخرى!!..
وتأتي نسمه تأخذ الريشة.
يااه لم أستطيع سماع الباقي،
لا يهم فليس شيء عظيم على كلّ حال،
اليوم جميل،
لا يوجد مطر،
المطر يغضبني،
فهو دائماً يرميني للأرض بسرعة،
وأنا أحب التجوال،
ماذا الآن،
هذه حمامة أخرى تطير،
ياه التصقت بها،
الى اين ستأخذني هذه الغبيّة!؟.
وبينما الحمامة ترفرف،
تسقط الريشة،
وهذه المرّة لايوجد نسيم هواء،
تسقط بهدوء للأرض،
ولكن بالنسبة لها،
فهو كالهبوط الإضطراري،
فتصطدم بالأرض.
اخ هذا انا وقعت على الارض،
لايهم فحياتي ليست ذا معنى على كل حال،
سأبقى هنا حتى يدوسني أحد،
أو تأخذني المياه للمجاري،
على كل حال لن يهم شيء.
بعد وقت يمر الطفل،
فيرى الريشة،
يمسكها ويضعها على راحة يده الصغيرة.
اه ما أجملك من ريشة،
سأحتفظ بكِ،
بما أن أبي يمنعني من الإحتفاظ بالقطط،
او بأي شيء له روح،
فهو يقول أن الشيء المهم هو المال،
ولكنّي أعشق الأشياء التي لها روح،
والمال لم أشعر بروحه أبداً،
وانتي بالعكس تملكين روح جميلة ياريشة،
مغامرة فرحة مثابرة،
ستكونين بقربي للأبد.
فيخرج الطفل محفظته الصغيرة،
ويضع الريشة،
ويتركها هناك.
مرّت السنين،
يقف كهل أمام الشاطئ،
اللذي يقابل منزله اللذي يشبه القصر،
يخرج محفظته ومن داخلها يخرج ريشة،
قد عتقت وشاخت كما شاخ،
ويحدّثها.
آه ياصديقتي،
لقد مرّت السنين وجاورتني بحياتي،
ياليت أبي يراني الآن،
فعندما أهتممت للأرواح،
حصلت على أكثر مما أريد،
فأنا أملك من المال مالايمكنني صرفه،
وذقت جميع المشاعر،
التي شعرت معها بأنني عشت حقاً،
والآن عائلتي جميعها في المنزل،
وأشعر بأن ساعتي قد حانت،
أحببت رؤيتك للمرّة الأخيرة،
فإني أعتقد أن جزء مني إلتصق بكِ،
وجزء منكِ إلتصق بي،
شكراً لوجودك معي طوال هذه السنين،
حفظتك وأحتفظتي بي.
يجلس الرجل على مقعد على الشاطئ،
ويقبّل الريشة،
ثم يضعها على فخذه،
وينظر للبحر،
ثم يلفض آخر أنفاسه.
ياه ياعزيزي،
انا من يشكرك،
وعدتني بحفظي ووفيت،
والآن قد توّفيت،
وآن لي أن أعود كما كنت قبلك،
"ريشة في مهب الريح".
يأتي نسيم فيحمل الريشة للماء،
تطفو قليلاً ثم تغوص للأبد..
الختام:
دائماً قد نجد بحياتنا أشياء معنوية،
بسيطة لاتكاد تذكر،
ولكن هذه الأشياء تمنحنا قوّة لاتقاس،
وتدفعنا للأمام،
وكلّما تعلقنا بأرواحنا،
وجدنا نبع القوّة الخفي،
دمتم لي مصدر قوّة يدفعني للأمام،
وجمع الله أرواحنا تحت رحمته.
فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي...
في إحدى المدن،
على مبنى يناطح السحاب،
جلست يمامة بيضاء،
تنظر للمدينة،
وقد إعتادت المنظر كلّ يوم،
همّت بالطيران ووقعت ريشة منها،
وبينما الريشة تسقط تداعبها الرياح،
تنظر للكون للشقق للبشر لكلّ شيء.
ويييه...*تصرخ بحماس*
أعشق السقوط بالهواء،
شعور غريب وممتع بنفس الوقت،
يالهذه الحمامة الغبيّة،
ياه الريح تدفعني باتجاه المبنى،
سأصطدم به،
آخ مؤلمة الصدمة،
كأنني صدمت الزجاج،
ماهذا،
هناك رجل من البشر وأبنه،
لأستمع لهم ليس لدي ماأقوم به على كل حال.
كم مرّة أخبرتك ألا تفعل ذلك..
لكن أبي لم أفعل أي خطأ..
بلى أنت دائماً تأتي بالقطط الشاردة،
لتساعدهم وتوّكلهم ثم يوسّخون المكان..
لكن يا أبي..
كفى!! لاتفعل ذلك مرةً أخرى!!..
وتأتي نسمه تأخذ الريشة.
يااه لم أستطيع سماع الباقي،
لا يهم فليس شيء عظيم على كلّ حال،
اليوم جميل،
لا يوجد مطر،
المطر يغضبني،
فهو دائماً يرميني للأرض بسرعة،
وأنا أحب التجوال،
ماذا الآن،
هذه حمامة أخرى تطير،
ياه التصقت بها،
الى اين ستأخذني هذه الغبيّة!؟.
وبينما الحمامة ترفرف،
تسقط الريشة،
وهذه المرّة لايوجد نسيم هواء،
تسقط بهدوء للأرض،
ولكن بالنسبة لها،
فهو كالهبوط الإضطراري،
فتصطدم بالأرض.
اخ هذا انا وقعت على الارض،
لايهم فحياتي ليست ذا معنى على كل حال،
سأبقى هنا حتى يدوسني أحد،
أو تأخذني المياه للمجاري،
على كل حال لن يهم شيء.
بعد وقت يمر الطفل،
فيرى الريشة،
يمسكها ويضعها على راحة يده الصغيرة.
اه ما أجملك من ريشة،
سأحتفظ بكِ،
بما أن أبي يمنعني من الإحتفاظ بالقطط،
او بأي شيء له روح،
فهو يقول أن الشيء المهم هو المال،
ولكنّي أعشق الأشياء التي لها روح،
والمال لم أشعر بروحه أبداً،
وانتي بالعكس تملكين روح جميلة ياريشة،
مغامرة فرحة مثابرة،
ستكونين بقربي للأبد.
فيخرج الطفل محفظته الصغيرة،
ويضع الريشة،
ويتركها هناك.
مرّت السنين،
يقف كهل أمام الشاطئ،
اللذي يقابل منزله اللذي يشبه القصر،
يخرج محفظته ومن داخلها يخرج ريشة،
قد عتقت وشاخت كما شاخ،
ويحدّثها.
آه ياصديقتي،
لقد مرّت السنين وجاورتني بحياتي،
ياليت أبي يراني الآن،
فعندما أهتممت للأرواح،
حصلت على أكثر مما أريد،
فأنا أملك من المال مالايمكنني صرفه،
وذقت جميع المشاعر،
التي شعرت معها بأنني عشت حقاً،
والآن عائلتي جميعها في المنزل،
وأشعر بأن ساعتي قد حانت،
أحببت رؤيتك للمرّة الأخيرة،
فإني أعتقد أن جزء مني إلتصق بكِ،
وجزء منكِ إلتصق بي،
شكراً لوجودك معي طوال هذه السنين،
حفظتك وأحتفظتي بي.
يجلس الرجل على مقعد على الشاطئ،
ويقبّل الريشة،
ثم يضعها على فخذه،
وينظر للبحر،
ثم يلفض آخر أنفاسه.
ياه ياعزيزي،
انا من يشكرك،
وعدتني بحفظي ووفيت،
والآن قد توّفيت،
وآن لي أن أعود كما كنت قبلك،
"ريشة في مهب الريح".
يأتي نسيم فيحمل الريشة للماء،
تطفو قليلاً ثم تغوص للأبد..
الختام:
دائماً قد نجد بحياتنا أشياء معنوية،
بسيطة لاتكاد تذكر،
ولكن هذه الأشياء تمنحنا قوّة لاتقاس،
وتدفعنا للأمام،
وكلّما تعلقنا بأرواحنا،
وجدنا نبع القوّة الخفي،
دمتم لي مصدر قوّة يدفعني للأمام،
وجمع الله أرواحنا تحت رحمته.
فيصل...
الاثنين، 11 مارس 2013
ميناء النسيان...
ميناء النسيان..."٣٥"
قصّة قصيرة بقلمي...
في أحد الموانئ،
بجانب المنارة،
يوجد كرسي خشبي،
تجلس عليه إمرأة جميلة،
ترتدي فستان أزرق،
بخفيّن من نفس اللون،
بشعرها الذهبي،
ترتدي قبعّة بيضاء كبيرة،
تنظر للبحر اللذي يشبه لون أعينها،
تنظر وهي تتنهّد،
وتحدّث نفسها.
اليوم سيرجع،
نعم اليوم سيعود،
لقد قال لي ذلك،
لقد وعدني بذلك،
بأنه سيعود،
ولكن لم يعد،
وقد طال الوقت،
ولكن أعلم أنه سيعود اليوم،
نعم ذلك ماسيحدث،
سأرتمي بأحضانه،
مشتاقه لعبقه،
سنعود معاً للبيت،
نعم معاً سنبقى للأبد.
كان عامل المنارة يخرج منها،
لأنه وقت غدائه،
واليوم سيأتي صاحبه ليتغدّى معه،
وعندما جلسا بمكان قريب،
من المنارة وينظرون للفتاة،
ليس من بعيد.
ياللمسكينة..
من تقصد!؟..
تلك الفتاة..*يشير بعينيه إتجاهها*
اه، فعلاً يالها من مسكينة..
هل مرّ عليها سنة أم أكثر!؟..
أعتقد أنها أصبحت سنتان..
ياه حقاً إنها مسكينة..
ذكّرني بحكايتها فقد نسيتها..
حكايتها،
اه نعم حكايتها،
حسناً سأخبرك ياصديقي،
او بالأحرى سأنعش ذاكرتك..
وهنا بدأ عامل المنارة بالحديث لصديقه،
عن حكاية تلك الفتاة.
هذا الميناء ياصديقي،
عرفته منذ زمن،
حاله كحال الموانئ الاخرى،
عندما يرحل البشر عنه،
ينسون أمره،
فالميناء إما قادمون أو راحلون،
لاتجد به من يبقى،
لذلك الجميع ينسى بالموانئ،
ينسى الاغراض،
الحاجات،
حتى الاشخاص،
ولكن هذه الفتاة عاشت في هذا الميناء،
منذ طفولتها،
والدها كان يعمل بالمنارة قبلي،
حتى أصبح كبير في السن،
وتوقف عن العمل،
ولم يستطع الذهاب لاي مكان،
اشترى بيت او بالاحرى غرفة،
له ولابنته،
التي أصبحت شابّه،
وقعت بحب بحّار،
بحّار يتردد على هذا الميناء،
لقد وعدها الشاب بالزواج،
وبعد مرور وقت تزوَجوا،
وبعد وقت قليل من زواجهم،
استدعوه لرحلة طويلة تستغرق ستّة شهور،
رفض ولكن العقد لزم عليه ان يذهب،
وفعل وقبلها وعدها،
ان يعود بعد انقضاء المدّة،
وخلال الثلاثة أشهر الأولى،
أصاب والدها بمرض وتوفي،
وكانت الثلاث الشهور الباقية مؤلمة جداً،
حيث كانت وحيدة بهذا الميناء المليء بالنسيان،
حتى جنازة والدها،
لم يحضرها الا هي وانا وأحد المارّة،
تحمّلت الألم على أمل أن يعود زوجها،
وفي اليوم المحدّد لعودته،
جلست هنا فرحة باسمة،
تلوّح لي بأن أنتبه لسفينته،
وهي فرحة ورأيت سفينته،
وكانت سعيدة جداً،
حتى اذا رست على الميناء،
خرجوا البحارة ولم يأتي زوجها،
سألت عنه قبطان السفينة،
فأخبرها بأسى،
أن زوجها لقى حتفة في البحر،
إثر عاصفة وقد مات الكثير،
صعقت المسكينة،
وأصابت بالجنون،
وهذه هي كلّ يوم،
تجلس في نفس المكان،
تنتظر،
كأنها لم تسمع حديث القبطان،
يالها من مسكينة.
الختام:
النسيان نعمة ونقمة في نفس الوقت،
يأتي عندما لانريده،
ويصعب علينا عندما نحتاجه،
أنساكم الله كلّ حزن،
وحفظ لكم ذكرياتكم الجميلة.
فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي...
في أحد الموانئ،
بجانب المنارة،
يوجد كرسي خشبي،
تجلس عليه إمرأة جميلة،
ترتدي فستان أزرق،
بخفيّن من نفس اللون،
بشعرها الذهبي،
ترتدي قبعّة بيضاء كبيرة،
تنظر للبحر اللذي يشبه لون أعينها،
تنظر وهي تتنهّد،
وتحدّث نفسها.
اليوم سيرجع،
نعم اليوم سيعود،
لقد قال لي ذلك،
لقد وعدني بذلك،
بأنه سيعود،
ولكن لم يعد،
وقد طال الوقت،
ولكن أعلم أنه سيعود اليوم،
نعم ذلك ماسيحدث،
سأرتمي بأحضانه،
مشتاقه لعبقه،
سنعود معاً للبيت،
نعم معاً سنبقى للأبد.
كان عامل المنارة يخرج منها،
لأنه وقت غدائه،
واليوم سيأتي صاحبه ليتغدّى معه،
وعندما جلسا بمكان قريب،
من المنارة وينظرون للفتاة،
ليس من بعيد.
ياللمسكينة..
من تقصد!؟..
تلك الفتاة..*يشير بعينيه إتجاهها*
اه، فعلاً يالها من مسكينة..
هل مرّ عليها سنة أم أكثر!؟..
أعتقد أنها أصبحت سنتان..
ياه حقاً إنها مسكينة..
ذكّرني بحكايتها فقد نسيتها..
حكايتها،
اه نعم حكايتها،
حسناً سأخبرك ياصديقي،
او بالأحرى سأنعش ذاكرتك..
وهنا بدأ عامل المنارة بالحديث لصديقه،
عن حكاية تلك الفتاة.
هذا الميناء ياصديقي،
عرفته منذ زمن،
حاله كحال الموانئ الاخرى،
عندما يرحل البشر عنه،
ينسون أمره،
فالميناء إما قادمون أو راحلون،
لاتجد به من يبقى،
لذلك الجميع ينسى بالموانئ،
ينسى الاغراض،
الحاجات،
حتى الاشخاص،
ولكن هذه الفتاة عاشت في هذا الميناء،
منذ طفولتها،
والدها كان يعمل بالمنارة قبلي،
حتى أصبح كبير في السن،
وتوقف عن العمل،
ولم يستطع الذهاب لاي مكان،
اشترى بيت او بالاحرى غرفة،
له ولابنته،
التي أصبحت شابّه،
وقعت بحب بحّار،
بحّار يتردد على هذا الميناء،
لقد وعدها الشاب بالزواج،
وبعد مرور وقت تزوَجوا،
وبعد وقت قليل من زواجهم،
استدعوه لرحلة طويلة تستغرق ستّة شهور،
رفض ولكن العقد لزم عليه ان يذهب،
وفعل وقبلها وعدها،
ان يعود بعد انقضاء المدّة،
وخلال الثلاثة أشهر الأولى،
أصاب والدها بمرض وتوفي،
وكانت الثلاث الشهور الباقية مؤلمة جداً،
حيث كانت وحيدة بهذا الميناء المليء بالنسيان،
حتى جنازة والدها،
لم يحضرها الا هي وانا وأحد المارّة،
تحمّلت الألم على أمل أن يعود زوجها،
وفي اليوم المحدّد لعودته،
جلست هنا فرحة باسمة،
تلوّح لي بأن أنتبه لسفينته،
وهي فرحة ورأيت سفينته،
وكانت سعيدة جداً،
حتى اذا رست على الميناء،
خرجوا البحارة ولم يأتي زوجها،
سألت عنه قبطان السفينة،
فأخبرها بأسى،
أن زوجها لقى حتفة في البحر،
إثر عاصفة وقد مات الكثير،
صعقت المسكينة،
وأصابت بالجنون،
وهذه هي كلّ يوم،
تجلس في نفس المكان،
تنتظر،
كأنها لم تسمع حديث القبطان،
يالها من مسكينة.
الختام:
النسيان نعمة ونقمة في نفس الوقت،
يأتي عندما لانريده،
ويصعب علينا عندما نحتاجه،
أنساكم الله كلّ حزن،
وحفظ لكم ذكرياتكم الجميلة.
فيصل...
الأحد، 10 مارس 2013
قتلتني ببرود
قتلتني ببرود.."٣٤"
قصّة قصيرة بقلمي...
أكرهها،
أحبها،
مجنون بها وبنفس الوقت عاقل معها،
أريدها ولا أريدها بنفس الوقت،
هي قاتلة،
نعم هي كذلك،
تلعب بمشاعري كيفما تشاء،
ثم تتركني كالمجنون ألتمسها،
تغيب عنّي وتترك طيوفها تعذّبني،
قاسية وقحة ومغرورة،
يااه كم أحبّها،
لا انا أكرهها،
لا أعلم ماهو شعوري،
أذهبت عقلي وقتلت قلبي ببرودها.
جلس وهو ينظر لجوّاله،
يقرأ رسائلها،
ويعض على شفاهه،
يرمي الجوّال ثم يأخذه بحنان،
جالس بجنح الليل لوحده ينتظر مكالمتها،
وبعد لحظات من التوتّر تتصّل،
يقفز فرحاً يجيب على الهاتف.
آلو..
صباح الخير جميلي..
أهلاً عزيزتي إشتقت لكِ..
أعلم ذلك..*تضحك بخفّه*
يالقسوتك إذاً لماذا لم تتصلّي..
أعشق عذابك..
أنتي قاسية..
نعم قاسية..
معي فقط..
نعم..*تضحك*
لا تضحكي فأنتي...
أنتي...
انا ماذا!؟..
أنتي لا تهتمين لحالي..
إذاً لماذا أتّصل!؟..
لا أعلم ربما لتضحكي علي..
*تضحك بهستيريا* ما أجملك كالطّفل..
إخرسي انا رجل..
حسناً يارجل، كيف يومك!؟..
سيء..*يتنهّد*
جيّد*تضحك*, ولكن لماذا!؟..
لأنني إشتقت لكِ،
ولم أحادثك..
والان!؟..
ممم أفضل..
اذاً تصبح على خير..
اين!!..
سأنام..
ولكنني لم أشبع منك..
ولن تشبع يامجنوني..
يااه اكرهك..
أفضل ، انا اتلذذ بكرهك،
وداعاً..
لحظة !!
الو!!
الوووو!!
ينغلق الخط،
يتصّل بها،
و"الجهاز مغلق"،
يضع رأسه على وسادته ويصرخ ألماً،
لاينام طول الليل،
وفي الصباح يحدّث نفسه.
سأتركها للأبد،
لم أعد أحتمل هذا الجنون..
تمرّ الأيام وتبتدي الفتاة بالإتصال،
ولايجيب،
وتكرر اتصالها ورسائلها ولايجيب،
وبعد وقت قد فقد مشاعره لها،
يجيب على اتصالها في احدى الليالي.
نعم..
اين كنت يا احمق..
لا تقولي احمق وليس من شأنك أمري!!..
مابك !؟
ماهذا الأسلوب!؟..
هذا أسلوبي وكفى..
هل فقدت عقلك،
أتحادثني بهذه الطريقة!؟..
لو سمحتي لايكثر حديثك،
لقد بدأت أزهق منك،
اسأذهب الان يامجنونة،
وداعاً..
ويقفل الخط،
تحاول الاتصال به من جديد،
وتجلس تنظر لهاتفها والدموع تنهمر.
لماذا فعلت ذلك!؟
لماذا تركته يذهب من بين يدي!؟
يالتعاستي احببته بصدق،
ولكنني فعلاً مجنونة، بتعاملي معه من قبل،
والان ذهب ذهب وتركني.
ترسل له رسالة كتبت بها،
"قتلتني ببرود"،
يقرأ الرسالة،
يبتسم ويقول في نفسه،
"كما فعلتي بي"،
يمسح الرسالة ويرمي جوّاله.
الختام:
عندما تجدون من يهمّكم أمره،
لا تجعلوه يفلت من بين أيديكم،
بإسلوبكم وتماديكم الغير مبرّر،
حفظ الله لكم من تحبّون.
فيصل..
قصّة قصيرة بقلمي...
أكرهها،
أحبها،
مجنون بها وبنفس الوقت عاقل معها،
أريدها ولا أريدها بنفس الوقت،
هي قاتلة،
نعم هي كذلك،
تلعب بمشاعري كيفما تشاء،
ثم تتركني كالمجنون ألتمسها،
تغيب عنّي وتترك طيوفها تعذّبني،
قاسية وقحة ومغرورة،
يااه كم أحبّها،
لا انا أكرهها،
لا أعلم ماهو شعوري،
أذهبت عقلي وقتلت قلبي ببرودها.
جلس وهو ينظر لجوّاله،
يقرأ رسائلها،
ويعض على شفاهه،
يرمي الجوّال ثم يأخذه بحنان،
جالس بجنح الليل لوحده ينتظر مكالمتها،
وبعد لحظات من التوتّر تتصّل،
يقفز فرحاً يجيب على الهاتف.
آلو..
صباح الخير جميلي..
أهلاً عزيزتي إشتقت لكِ..
أعلم ذلك..*تضحك بخفّه*
يالقسوتك إذاً لماذا لم تتصلّي..
أعشق عذابك..
أنتي قاسية..
نعم قاسية..
معي فقط..
نعم..*تضحك*
لا تضحكي فأنتي...
أنتي...
انا ماذا!؟..
أنتي لا تهتمين لحالي..
إذاً لماذا أتّصل!؟..
لا أعلم ربما لتضحكي علي..
*تضحك بهستيريا* ما أجملك كالطّفل..
إخرسي انا رجل..
حسناً يارجل، كيف يومك!؟..
سيء..*يتنهّد*
جيّد*تضحك*, ولكن لماذا!؟..
لأنني إشتقت لكِ،
ولم أحادثك..
والان!؟..
ممم أفضل..
اذاً تصبح على خير..
اين!!..
سأنام..
ولكنني لم أشبع منك..
ولن تشبع يامجنوني..
يااه اكرهك..
أفضل ، انا اتلذذ بكرهك،
وداعاً..
لحظة !!
الو!!
الوووو!!
ينغلق الخط،
يتصّل بها،
و"الجهاز مغلق"،
يضع رأسه على وسادته ويصرخ ألماً،
لاينام طول الليل،
وفي الصباح يحدّث نفسه.
سأتركها للأبد،
لم أعد أحتمل هذا الجنون..
تمرّ الأيام وتبتدي الفتاة بالإتصال،
ولايجيب،
وتكرر اتصالها ورسائلها ولايجيب،
وبعد وقت قد فقد مشاعره لها،
يجيب على اتصالها في احدى الليالي.
نعم..
اين كنت يا احمق..
لا تقولي احمق وليس من شأنك أمري!!..
مابك !؟
ماهذا الأسلوب!؟..
هذا أسلوبي وكفى..
هل فقدت عقلك،
أتحادثني بهذه الطريقة!؟..
لو سمحتي لايكثر حديثك،
لقد بدأت أزهق منك،
اسأذهب الان يامجنونة،
وداعاً..
ويقفل الخط،
تحاول الاتصال به من جديد،
وتجلس تنظر لهاتفها والدموع تنهمر.
لماذا فعلت ذلك!؟
لماذا تركته يذهب من بين يدي!؟
يالتعاستي احببته بصدق،
ولكنني فعلاً مجنونة، بتعاملي معه من قبل،
والان ذهب ذهب وتركني.
ترسل له رسالة كتبت بها،
"قتلتني ببرود"،
يقرأ الرسالة،
يبتسم ويقول في نفسه،
"كما فعلتي بي"،
يمسح الرسالة ويرمي جوّاله.
الختام:
عندما تجدون من يهمّكم أمره،
لا تجعلوه يفلت من بين أيديكم،
بإسلوبكم وتماديكم الغير مبرّر،
حفظ الله لكم من تحبّون.
فيصل..
ضوء شاشة اللابتوب..
ضوء شاشة اللابتوب.."٣٣"
قصّة قصيرة بقلمي....
جلست أمام حاسوبها،
بعد منتصف الليل،
وقد تعوّدت ذلك كلّ ليلة،
بين منتدى وبرنامج محادثة،
وبرامج التواصل الإجتماعي.
ها انا من جديد،
متملّلة،
لاشيء يذكر فقط أقضي ساعات الليل،
بين موقع وآخر أكتب واقرأ،
لقد مللت من البشر،
فهم هنا أقلّها لا يعلمون بحالي،
ولايهتمون لي،
يكفي انهم،
اما يجاملوني،
او يمزحون،
او يقومون بالسباب،
أشفق عليهم،
وأشفق على حالي.
تذهب ليلتها كعادتها،
حتى يقوم شخص بارسال رسالة لها.
"هل لي بالتواصل معك،
انا احتاجك."
من هو هذا الشخص،
يحتاجني!؟
بماذا يحتاجني!؟
لأرى مايريد.
ترسل له حساب "الإيميل"،
لترى مايريد هذا الشخص الغريب.
بعد وقت قصير،
تصل لها إضافة،
توافق ويبتدي الحديث.
صباح الخير..
صباح النور..
كيف حالك!؟...
بخير، ماذا تريد!؟..
ممم لا اعلم ماذا اقول لك..
اسمع انا لا احدّث الشباب،
لذا إعذرني إن لم يكن هناك شيء..
إسمعي،
انا رجل غريب الأطوار،
لست إجتماعي،
ولا احب النفاق الاجتماعي كذلك،
لم احدث غيرك،
واعلم ان رسالتي غريبة كذلك،
لكن اعتقد انك تشبهينني بكثير من الامور،
واحتاج لأي شخص كي أشعر بشيء،
انا أخاف أن أفعل شيء،
لايمكن الرجوع عنه.
هل انتهيت!؟
نعم انتهيت..
وداعاً.
تركته معتقده انه متطّفل آخر،
تمر الايام ولم يحدث بينهم تواصل،
وبعد وقت ترى حساب ايميله،
مكتوب.
"لقد توفى صاحب الايميل،
ادعوا له بالمغفرة"
الختام:
ربما يأتي لنا أشخاص،
يحتاجون للمساعدة،
فحاول أن تعرف مايريد،
قبل أن تقفل الباب بوجهه.
فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي....
جلست أمام حاسوبها،
بعد منتصف الليل،
وقد تعوّدت ذلك كلّ ليلة،
بين منتدى وبرنامج محادثة،
وبرامج التواصل الإجتماعي.
ها انا من جديد،
متملّلة،
لاشيء يذكر فقط أقضي ساعات الليل،
بين موقع وآخر أكتب واقرأ،
لقد مللت من البشر،
فهم هنا أقلّها لا يعلمون بحالي،
ولايهتمون لي،
يكفي انهم،
اما يجاملوني،
او يمزحون،
او يقومون بالسباب،
أشفق عليهم،
وأشفق على حالي.
تذهب ليلتها كعادتها،
حتى يقوم شخص بارسال رسالة لها.
"هل لي بالتواصل معك،
انا احتاجك."
من هو هذا الشخص،
يحتاجني!؟
بماذا يحتاجني!؟
لأرى مايريد.
ترسل له حساب "الإيميل"،
لترى مايريد هذا الشخص الغريب.
بعد وقت قصير،
تصل لها إضافة،
توافق ويبتدي الحديث.
صباح الخير..
صباح النور..
كيف حالك!؟...
بخير، ماذا تريد!؟..
ممم لا اعلم ماذا اقول لك..
اسمع انا لا احدّث الشباب،
لذا إعذرني إن لم يكن هناك شيء..
إسمعي،
انا رجل غريب الأطوار،
لست إجتماعي،
ولا احب النفاق الاجتماعي كذلك،
لم احدث غيرك،
واعلم ان رسالتي غريبة كذلك،
لكن اعتقد انك تشبهينني بكثير من الامور،
واحتاج لأي شخص كي أشعر بشيء،
انا أخاف أن أفعل شيء،
لايمكن الرجوع عنه.
هل انتهيت!؟
نعم انتهيت..
وداعاً.
تركته معتقده انه متطّفل آخر،
تمر الايام ولم يحدث بينهم تواصل،
وبعد وقت ترى حساب ايميله،
مكتوب.
"لقد توفى صاحب الايميل،
ادعوا له بالمغفرة"
الختام:
ربما يأتي لنا أشخاص،
يحتاجون للمساعدة،
فحاول أن تعرف مايريد،
قبل أن تقفل الباب بوجهه.
فيصل...
السبت، 9 مارس 2013
طعنة الأحلام....
طعنة الأحلام..."٣٢"
قصّة قصيرة بقلمي...
جميلة..
نعم انا جميلة..
اذاً لماذا يصيبني كل هذا الحزن..
جلست تنظر لمرآتها،
تحدّث نفسها،
تشعر بالسوء حيال ذاتها،
تمسح بقايا الكحل اللذي ساح،
ساح ليصبغ وجنتيها بالسواد،
ساح من فعل دموعها،
تبكي وهي تمسح بقايا مكياجها،
وتصرخ ألماً،
وضعت رأسها على التسريحة،
عادت تنظر للبقع الباقيه،
اكملت تنظيف وجهها،
ثم نظرت بعينيها بعمق،
وهي تقول بهمس.
لماذا تحزنين،
انتي جميلة والجميلات لايليق بهن الحزن،
لماذا تبكين بسبب طعنات الاحلام،
ماذا يعني ان لم يتحقق حلمي،
ماذا يعني انّه تركني وذهب،
هو المجنون ولست انا،
هو اللذي خسرني ولم أخسره،
لم يعد يهمني الا تتحقق احلامي.
وتجلس تنظر لادوات التزيين،
ثم تاخذها وتبتدي بالتلوين على وجهها،
بحالة هستيرية.
بعد مضي وقت تنظر لوجهها،
الذي أصبح ملوّناً كالمهرّجين،
وتقول بصوت مبحوح.
نعم هذا يليق بكِ أكثر،
أنتِ مهرّج،
أضحوكة،
مجرّد مزحة قبيحة،
الان لن يلاحظوا دموعك،
سيعتبرونها الواناً اخرى للتزيين،
فقط ستبقين هكذا للأبد،
تضحكين وسعيدة من الخارج،
وتموتين حزناً من الداخل.
وارتجفت شفاهها،
التي تلطخت باللون الاحمر،
وهي تتذكّر كلماته.
عزيزتي انا ساتركك،
لم اعد احتمل سواد نفسك،
برغم جمالك الا انك قبيحة من الداخل،
ودائماً تخشين ان يكتشف الناس،
مابداخلك من سواد،
فتزيدين من جمالك،
معتقده انه شفيع لكِ،
ولكن اليوم لم يعد يشفع لكِ.
تعض شفاهها ندماً،
ثم ترمي زجاجة العطر على المرآة،
فتتكسّر ويخرج العطر متناثراً،
تنظر لقطعة الزجاج،
وكأن فكرة سوداء برقت بعقلها،
تأخذ القطعة،
فإذا بالباب يفتح،
يأتي رجل ويصفعها ليطرحها أرضاً.
ما بك يامجنونة!!
ماذا ستفعلين!؟
أتركني!!
جميعكم لا تريدوني..!!
ماذا تقولين!؟
لقد تركني حبيبي بسبب قبحي.
لستِ قبيحة.
يقصد روحي وليس شكلي.
وذلك ماقصدت لستِ قبيحة،
روحك من أجمل الارواح التي قابلتها،
وانا واقع بحبّك منذ زمن،
انتي عطوفه ومرحة،
رغم انك تخشين ان يقترب الناس لك،
الا انني استطعت ذلك طول هذه الفترة،
ولا استطيع الا ان اقول ان روحك اجمل،
اجمل من ملامحك،
ومن يقول عكس ذلك،
فحتماً هو المجنون.
تشعر الفتاة بحملها يسقط،
تحتضنه وتجهش بالبكاء،
يقبل رأسها،
ثم ينظر لها ويقول،
"يالجمالك يامهرّجي الحزين".
الختام:
لكل منّا جماله الفريد،
لاتقلق فحتماً ستجد من يرى ذلك الجمال بك،
وعندما تفعل،
ستكون احلامك كالاحضان وليست كالطعنات،
انا واقع بحب جمالكم الداخلي،
واتمنى ان تحققوا احلامكم.
فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي...
جميلة..
نعم انا جميلة..
اذاً لماذا يصيبني كل هذا الحزن..
جلست تنظر لمرآتها،
تحدّث نفسها،
تشعر بالسوء حيال ذاتها،
تمسح بقايا الكحل اللذي ساح،
ساح ليصبغ وجنتيها بالسواد،
ساح من فعل دموعها،
تبكي وهي تمسح بقايا مكياجها،
وتصرخ ألماً،
وضعت رأسها على التسريحة،
عادت تنظر للبقع الباقيه،
اكملت تنظيف وجهها،
ثم نظرت بعينيها بعمق،
وهي تقول بهمس.
لماذا تحزنين،
انتي جميلة والجميلات لايليق بهن الحزن،
لماذا تبكين بسبب طعنات الاحلام،
ماذا يعني ان لم يتحقق حلمي،
ماذا يعني انّه تركني وذهب،
هو المجنون ولست انا،
هو اللذي خسرني ولم أخسره،
لم يعد يهمني الا تتحقق احلامي.
وتجلس تنظر لادوات التزيين،
ثم تاخذها وتبتدي بالتلوين على وجهها،
بحالة هستيرية.
بعد مضي وقت تنظر لوجهها،
الذي أصبح ملوّناً كالمهرّجين،
وتقول بصوت مبحوح.
نعم هذا يليق بكِ أكثر،
أنتِ مهرّج،
أضحوكة،
مجرّد مزحة قبيحة،
الان لن يلاحظوا دموعك،
سيعتبرونها الواناً اخرى للتزيين،
فقط ستبقين هكذا للأبد،
تضحكين وسعيدة من الخارج،
وتموتين حزناً من الداخل.
وارتجفت شفاهها،
التي تلطخت باللون الاحمر،
وهي تتذكّر كلماته.
عزيزتي انا ساتركك،
لم اعد احتمل سواد نفسك،
برغم جمالك الا انك قبيحة من الداخل،
ودائماً تخشين ان يكتشف الناس،
مابداخلك من سواد،
فتزيدين من جمالك،
معتقده انه شفيع لكِ،
ولكن اليوم لم يعد يشفع لكِ.
تعض شفاهها ندماً،
ثم ترمي زجاجة العطر على المرآة،
فتتكسّر ويخرج العطر متناثراً،
تنظر لقطعة الزجاج،
وكأن فكرة سوداء برقت بعقلها،
تأخذ القطعة،
فإذا بالباب يفتح،
يأتي رجل ويصفعها ليطرحها أرضاً.
ما بك يامجنونة!!
ماذا ستفعلين!؟
أتركني!!
جميعكم لا تريدوني..!!
ماذا تقولين!؟
لقد تركني حبيبي بسبب قبحي.
لستِ قبيحة.
يقصد روحي وليس شكلي.
وذلك ماقصدت لستِ قبيحة،
روحك من أجمل الارواح التي قابلتها،
وانا واقع بحبّك منذ زمن،
انتي عطوفه ومرحة،
رغم انك تخشين ان يقترب الناس لك،
الا انني استطعت ذلك طول هذه الفترة،
ولا استطيع الا ان اقول ان روحك اجمل،
اجمل من ملامحك،
ومن يقول عكس ذلك،
فحتماً هو المجنون.
تشعر الفتاة بحملها يسقط،
تحتضنه وتجهش بالبكاء،
يقبل رأسها،
ثم ينظر لها ويقول،
"يالجمالك يامهرّجي الحزين".
الختام:
لكل منّا جماله الفريد،
لاتقلق فحتماً ستجد من يرى ذلك الجمال بك،
وعندما تفعل،
ستكون احلامك كالاحضان وليست كالطعنات،
انا واقع بحب جمالكم الداخلي،
واتمنى ان تحققوا احلامكم.
فيصل...
الجمعة، 8 مارس 2013
السمكة والصيّاد....
السمكة والصيّاد..."٣١"
قصّة قصيرة بقلمي...
على ظفّة بحيرة،
قارب صغير من النوع الخشبي البسيط،
بداخله رجل في اواخر عقده الرابع،
ممسك بسنّارته،
ملقي طعمه في الماء يتأمل في البحيرة،
كان المنظر جميل وهادئ،
حتى وإن مررت بجانبه،
لاتكاد تميّز ان القارب والصيّاد دخيلان عليه،
الوقت كان في اواخر الصيف،
والأشجار قد إعتراها اللون البنّي،
والبحيرة لها زرقة خاصّة،
كانت الأمور متناسقة،
كأنها لوحة زيتيه،
في متحف اللوف.
مرّت ساعات ولم يصطاد شيئاً،
وهو قد إعتاد على قلّة الصيد،
حيث أن هذه الهواية،
كانت له منبع للراحة والسكينة،
حتى في الغالب وإن صاد السمك كان يعيده،
لم يهتم بالصيد كما هو اهتمامه،
بالأجواء التي يصاحبها الصيّد،
وبلحظة كأنه ميّت عاد للحياة،
شعر بالخيط يُشَدْ،
بدأ يسحب،
ويسحب،
وبشدّة قويّة على عصى السنّارة،
اذا بسمكة تخرج معه،
كانت ليست كبيرة ولا صغيرة،
ولكنّها كانت مختلفة،
لونها شكلها تفاصيلها،
إستغرب نوعها فلم يرد أن يرجعها،
وضعها بالسطل،
وهم بالعودة لمنزلة،
فقد تأخر الوقت،
وعندما عاد للبيت وضعها بالحوض،
مفكراً أن يذهب غداً،
لصديقة خبير في أنواع الكائنات البحرية،
ليسأله عنها.
في آخر الليل أستيقظ الرجل،
وقد كان يعيش لوحده،
إستيقظ من نومه لسبب ما،
هو أنه سمع صوت غريب،
صوت عجيب يأسر الروح عند سماعه،
كأنه صوت صبيّه تهمهم بألحان غريبة،
ذهب يبحث عن مصدر الصوت،
حتى وصل للصوت،
وقد كان منبعه السمكة،
ورأى السمكة وهي تفتح فمها المزّمت،
لتخرج الحاناً أخّاذه،
تخرج من سطح ماء الحوض،
كأنها في أوركيسترا إيطالية،
أحضر كرسي وجلس أمامها وظلّ يستمع،
وكأن السمكة علمت أنه يسمع لها،
بدأت تطربه أكثر وأكثر،
وبعد أن قامت بإعادة المقطوعة للمرّة الثالثة،
أحضر نوته موسيقية،
وبدأ يسجّل نغمات لحنها،
وقد كان له خبرة في مجال الموسيقى،
حتى أن كررتها للمرّة السادسة،
كان قد سجّلها وحفظها عن ظهر قلب.
فجأة يستيقظ الرجل،
وهو على قاربة،
يلتفت حاوليه،
كانت الشمس تكاد تغيب،
شعر بالغرابة،
"هل كان حلماً!؟"،
عاد لبيته مسرعاً،
وماكاد يصل حتى ذهب وبدأ يسجّل اللحن،
حتى إذا فرغ منه جلس يفكّر ماللذي حدث،
ولم يفهم شيء.
بعد عام أحد الصحافيين يسأل الموسيقار،
لقد كانت معزوفتك هذه المرّة،
من أجمل ماسمعنا،
ما هو السر،
ومن اللذي ألهمك،
ينظر الرجل للصحافي وهو يبتسم يقول،
"إلهامي كانت سمكة..".
الختام:
الإلهام يأتي لنا بكل طريقة،
فقط نحتاج أن نترك أنفسنا منفتحي له،
عقلاً قلباً وروحاً،
شكراً لكم ياملهميني..
فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي...
على ظفّة بحيرة،
قارب صغير من النوع الخشبي البسيط،
بداخله رجل في اواخر عقده الرابع،
ممسك بسنّارته،
ملقي طعمه في الماء يتأمل في البحيرة،
كان المنظر جميل وهادئ،
حتى وإن مررت بجانبه،
لاتكاد تميّز ان القارب والصيّاد دخيلان عليه،
الوقت كان في اواخر الصيف،
والأشجار قد إعتراها اللون البنّي،
والبحيرة لها زرقة خاصّة،
كانت الأمور متناسقة،
كأنها لوحة زيتيه،
في متحف اللوف.
مرّت ساعات ولم يصطاد شيئاً،
وهو قد إعتاد على قلّة الصيد،
حيث أن هذه الهواية،
كانت له منبع للراحة والسكينة،
حتى في الغالب وإن صاد السمك كان يعيده،
لم يهتم بالصيد كما هو اهتمامه،
بالأجواء التي يصاحبها الصيّد،
وبلحظة كأنه ميّت عاد للحياة،
شعر بالخيط يُشَدْ،
بدأ يسحب،
ويسحب،
وبشدّة قويّة على عصى السنّارة،
اذا بسمكة تخرج معه،
كانت ليست كبيرة ولا صغيرة،
ولكنّها كانت مختلفة،
لونها شكلها تفاصيلها،
إستغرب نوعها فلم يرد أن يرجعها،
وضعها بالسطل،
وهم بالعودة لمنزلة،
فقد تأخر الوقت،
وعندما عاد للبيت وضعها بالحوض،
مفكراً أن يذهب غداً،
لصديقة خبير في أنواع الكائنات البحرية،
ليسأله عنها.
في آخر الليل أستيقظ الرجل،
وقد كان يعيش لوحده،
إستيقظ من نومه لسبب ما،
هو أنه سمع صوت غريب،
صوت عجيب يأسر الروح عند سماعه،
كأنه صوت صبيّه تهمهم بألحان غريبة،
ذهب يبحث عن مصدر الصوت،
حتى وصل للصوت،
وقد كان منبعه السمكة،
ورأى السمكة وهي تفتح فمها المزّمت،
لتخرج الحاناً أخّاذه،
تخرج من سطح ماء الحوض،
كأنها في أوركيسترا إيطالية،
أحضر كرسي وجلس أمامها وظلّ يستمع،
وكأن السمكة علمت أنه يسمع لها،
بدأت تطربه أكثر وأكثر،
وبعد أن قامت بإعادة المقطوعة للمرّة الثالثة،
أحضر نوته موسيقية،
وبدأ يسجّل نغمات لحنها،
وقد كان له خبرة في مجال الموسيقى،
حتى أن كررتها للمرّة السادسة،
كان قد سجّلها وحفظها عن ظهر قلب.
فجأة يستيقظ الرجل،
وهو على قاربة،
يلتفت حاوليه،
كانت الشمس تكاد تغيب،
شعر بالغرابة،
"هل كان حلماً!؟"،
عاد لبيته مسرعاً،
وماكاد يصل حتى ذهب وبدأ يسجّل اللحن،
حتى إذا فرغ منه جلس يفكّر ماللذي حدث،
ولم يفهم شيء.
بعد عام أحد الصحافيين يسأل الموسيقار،
لقد كانت معزوفتك هذه المرّة،
من أجمل ماسمعنا،
ما هو السر،
ومن اللذي ألهمك،
ينظر الرجل للصحافي وهو يبتسم يقول،
"إلهامي كانت سمكة..".
الختام:
الإلهام يأتي لنا بكل طريقة،
فقط نحتاج أن نترك أنفسنا منفتحي له،
عقلاً قلباً وروحاً،
شكراً لكم ياملهميني..
فيصل...
الخميس، 7 مارس 2013
تخمة الإهتمام...
تخمة الإهتمام..."٣٠"
قصّة قصيرة بقلمي...
لم أعد أقدر على الإحتمال،
كل يوم نفس الموضوع،
نفس الاسألة،
نفس الأهتمام اللذي يدفعني للجنون،
"هل أنت بخير ياعزيزي!؟"،
"هل تشعر بسوء!؟"،
"مابك كأنك متعب!؟"،
"لما لاتضحك!؟"،
"أنصحك بذلك أو ذلك!!"،
كفى،
لم أعد أحتمل،
أفقدوني صبري،
انا بخير لماذا لا يفهمون،
إن مصيبتي،
هو إهتمامهم الزائد،
إني أقدّر لهم حرصهم علي،
لكن أرجوكم فصدري لايستحمل المزيد،
كالأكل عندما تكثر منه،
تصاب بالتخمة،
والآن نفسي أصابتها التخمة،
حتى أنني أضحيت أعتبر،
كل سؤال عن حالتي،
كأنها كلمات وقحة لمضايقتي،
ياه لم أعد أستطيع تحمّل المزيد.
بينما هو عائد لبيته،
وهو يهم بصعود الدرجات لأعلى،
فإذا بزوجته تصرخ،
"عزيزي مابك تبدو شاحباً!؟"،
يجيب وهو يكمل مسيرة،
"لاشيء فقط أريد النوم"،
تأتي وتقف أمامه،
"لا ياحبيبي، كأنك مريض"،
ينزلق منها ويصعد السلم لغرفته،
يخلع ثيابه وينضجع على فراشة،
وبعد ان بدأ يشعر بالراحة،
إذا بباب الغرفة يفتح،
وزوجته تأتيه،
بحساء قائلة،
"قم أشرب هذا وستتحسّن"،
يجيبها وهو يحاول أن يبعد الضوء عن عينيه،
"انا بخير أرجوك دعيني أنام"،
كأنها لم تسمعه،
تأتي وتضع يدها على جبينه،
"ياه انت محموم فلتذهب للطبيب"،
وكأنه فقد أعصابه يقف على طوله،
ويصرخ بها،
"ألا تفهمين،
أنا بخير أغربي عن وجهي،
مابالكم لاتشعرون بي،
اريد النوم فقط،
أنصرفي وأتركيني،
فقط أتركيني أرتاح أرجوكِ انا بخير!!"،
وتقول بكلمات متقطّعة،
بسبب الصدمة والبكاء،
"هل لهذا الحد لاتحبّني،
هل لهذا الحد قد أزعجتك،
أم تراك تفرغ غضبك علي،
ياه لم أعتقد أن هذا جزاء إهتمامي.."،
يكاد ينقض عليها،
ولكن يقوم ويلبس ثيابه يقول وهو يخرج،
"احبك،
ولكن بإهتمامك الزائد،
قد سببتي لي الألم".
الختام:
أحياناً يكون الإهتمام،
إذا زاد عن حدّه،
سبب في أذى من نهتم لأمره،
وفي هذه الحالات،
يكون الإهتمام بأن نبتعد عن من يهمّنا أمره،
ولكن دون أن نتركه.
فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي...
لم أعد أقدر على الإحتمال،
كل يوم نفس الموضوع،
نفس الاسألة،
نفس الأهتمام اللذي يدفعني للجنون،
"هل أنت بخير ياعزيزي!؟"،
"هل تشعر بسوء!؟"،
"مابك كأنك متعب!؟"،
"لما لاتضحك!؟"،
"أنصحك بذلك أو ذلك!!"،
كفى،
لم أعد أحتمل،
أفقدوني صبري،
انا بخير لماذا لا يفهمون،
إن مصيبتي،
هو إهتمامهم الزائد،
إني أقدّر لهم حرصهم علي،
لكن أرجوكم فصدري لايستحمل المزيد،
كالأكل عندما تكثر منه،
تصاب بالتخمة،
والآن نفسي أصابتها التخمة،
حتى أنني أضحيت أعتبر،
كل سؤال عن حالتي،
كأنها كلمات وقحة لمضايقتي،
ياه لم أعد أستطيع تحمّل المزيد.
بينما هو عائد لبيته،
وهو يهم بصعود الدرجات لأعلى،
فإذا بزوجته تصرخ،
"عزيزي مابك تبدو شاحباً!؟"،
يجيب وهو يكمل مسيرة،
"لاشيء فقط أريد النوم"،
تأتي وتقف أمامه،
"لا ياحبيبي، كأنك مريض"،
ينزلق منها ويصعد السلم لغرفته،
يخلع ثيابه وينضجع على فراشة،
وبعد ان بدأ يشعر بالراحة،
إذا بباب الغرفة يفتح،
وزوجته تأتيه،
بحساء قائلة،
"قم أشرب هذا وستتحسّن"،
يجيبها وهو يحاول أن يبعد الضوء عن عينيه،
"انا بخير أرجوك دعيني أنام"،
كأنها لم تسمعه،
تأتي وتضع يدها على جبينه،
"ياه انت محموم فلتذهب للطبيب"،
وكأنه فقد أعصابه يقف على طوله،
ويصرخ بها،
"ألا تفهمين،
أنا بخير أغربي عن وجهي،
مابالكم لاتشعرون بي،
اريد النوم فقط،
أنصرفي وأتركيني،
فقط أتركيني أرتاح أرجوكِ انا بخير!!"،
وتقول بكلمات متقطّعة،
بسبب الصدمة والبكاء،
"هل لهذا الحد لاتحبّني،
هل لهذا الحد قد أزعجتك،
أم تراك تفرغ غضبك علي،
ياه لم أعتقد أن هذا جزاء إهتمامي.."،
يكاد ينقض عليها،
ولكن يقوم ويلبس ثيابه يقول وهو يخرج،
"احبك،
ولكن بإهتمامك الزائد،
قد سببتي لي الألم".
الختام:
أحياناً يكون الإهتمام،
إذا زاد عن حدّه،
سبب في أذى من نهتم لأمره،
وفي هذه الحالات،
يكون الإهتمام بأن نبتعد عن من يهمّنا أمره،
ولكن دون أن نتركه.
فيصل...
الأربعاء، 6 مارس 2013
إنعكاسي....
إنعكاسي..."٢٩"
قصّة قصيرة بقلمي...
هذا هو يأتي ليراني،
كلّ يوم في الصباح والمساء،
ينظر لي يحسّن منّي ويتأكد على حالي،
ثم يذهب ويتركني في هذا المكان،
أنتظره بملل،
لا حول لي ولا قوّة،
فقط أنظر لغرفته البسيطة،
وأفكّر به ماذا يفعل هل هو بخير،
أم لا!؟.
وهاهو يعود في المساء،
ينظر لي بعد الإستحمام،
فقط لحظات بسيطة ينظر لي خلالها،
ثم يغط في نومه ليستيقط في الغد،
وانا اتأمله طوال الليل،
سأحاول التحدّث معه في الغد.
ياه لقد كان نوماً جميلاً،
لا كوابيس ولا عضلات متشنّجة،
سأذهب لأستحم،
فلدي إجتماع مهم اليوم.
اه كان الحمام منعشاً،
أشعر بجسدي يتنفّس،
لأعدّل من شكلي أمام المرآة،
ماذا!؟
هل انا أحلم!؟
إنعكاسي في المرآة لايتحرّك معي،
"ماهذا اللذي يحدث!؟"،
"هل تراني!!"،
ياه إنعكاسي يتحدّث،
حقاً إنني قد جننت،
"نعم أراك!"،
"حقاً؟"،
أهز رأسي ونصمت،
"يالسعادتي فقد كنت أتمنى أن تراني"،
مابه كأنه يبكي،
"هل أنت بخير!؟"،
مابي أحدّث نفسي كالمجنون!!،
"نعم، إن هذه دموع الفرح."،
يالهي هل هذا الإنعكاس غبي،
مابه متأثر لهذه الدرجة،
وماللذي يحدث له ليبكي هكذا،
اه أشعر أن عقلي سيطير،
"شكراً لك فهذه المرّة الأولى التي تراني"،
نعم هو غبي،
فانا دائماً أنظر له!،
"لقد كنت أنظر لك كل يوم"،
يمسح دموعه،
"لا لم تكن تنظر لي ولكن تنظر لإنعكاسك"،
ربما هو المجنون!!،
لايهم لأسألة بصراحة،
"أخبرني من أنت وماذا تريد!؟"،
هذا هو سيبتدئ بالحديث.
انا ياعزيزي هو أنت،
ولكنك أهملتني بأعمالك المتواصلة،
ولم تعد تهتم إلا لشكلي،
حتى مشاعري واحلامي وافكاري،
لم تعد تهمك،
كل يوم تاتي تنظر لي،
كنت أتمنى أن تخبرني أنك تحبّني،
أو حتى أنك تراني جميل،
ليس شكلي وإنما شخصيتي كذلك،
ولكن تكتفي،
بأن تعدّل من تسريحتك ومنظرك وتذهب،
وانا أجلس هنا أنتظرك بفارغ الصبر،
فما بي هو أني أريدك ألا تهملني،
فهل فعلت ذلك لي،
على الأقل أن تقول لي هذه الكلمات،
"أحبك يا انا"..
ختام:
إنعكاسنا في المرآة،
هو نحن،
فعندما ترون الصورة فقط،
فحتماً ستهملون الجوهر،
لذلك حاولوا أن تخبروا أنفسكم،
"أنا أحبّك"،
قبل إنتظارها من أحد،
وحتى قبل إخبارها لأحد،
فأنفسكم كما هو حالكم،
تحتاج لحبّكم كي تعطيكم الحب.
"أحبّك أنت يامن تقرأ حروفي"..
فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي...
هذا هو يأتي ليراني،
كلّ يوم في الصباح والمساء،
ينظر لي يحسّن منّي ويتأكد على حالي،
ثم يذهب ويتركني في هذا المكان،
أنتظره بملل،
لا حول لي ولا قوّة،
فقط أنظر لغرفته البسيطة،
وأفكّر به ماذا يفعل هل هو بخير،
أم لا!؟.
وهاهو يعود في المساء،
ينظر لي بعد الإستحمام،
فقط لحظات بسيطة ينظر لي خلالها،
ثم يغط في نومه ليستيقط في الغد،
وانا اتأمله طوال الليل،
سأحاول التحدّث معه في الغد.
ياه لقد كان نوماً جميلاً،
لا كوابيس ولا عضلات متشنّجة،
سأذهب لأستحم،
فلدي إجتماع مهم اليوم.
اه كان الحمام منعشاً،
أشعر بجسدي يتنفّس،
لأعدّل من شكلي أمام المرآة،
ماذا!؟
هل انا أحلم!؟
إنعكاسي في المرآة لايتحرّك معي،
"ماهذا اللذي يحدث!؟"،
"هل تراني!!"،
ياه إنعكاسي يتحدّث،
حقاً إنني قد جننت،
"نعم أراك!"،
"حقاً؟"،
أهز رأسي ونصمت،
"يالسعادتي فقد كنت أتمنى أن تراني"،
مابه كأنه يبكي،
"هل أنت بخير!؟"،
مابي أحدّث نفسي كالمجنون!!،
"نعم، إن هذه دموع الفرح."،
يالهي هل هذا الإنعكاس غبي،
مابه متأثر لهذه الدرجة،
وماللذي يحدث له ليبكي هكذا،
اه أشعر أن عقلي سيطير،
"شكراً لك فهذه المرّة الأولى التي تراني"،
نعم هو غبي،
فانا دائماً أنظر له!،
"لقد كنت أنظر لك كل يوم"،
يمسح دموعه،
"لا لم تكن تنظر لي ولكن تنظر لإنعكاسك"،
ربما هو المجنون!!،
لايهم لأسألة بصراحة،
"أخبرني من أنت وماذا تريد!؟"،
هذا هو سيبتدئ بالحديث.
انا ياعزيزي هو أنت،
ولكنك أهملتني بأعمالك المتواصلة،
ولم تعد تهتم إلا لشكلي،
حتى مشاعري واحلامي وافكاري،
لم تعد تهمك،
كل يوم تاتي تنظر لي،
كنت أتمنى أن تخبرني أنك تحبّني،
أو حتى أنك تراني جميل،
ليس شكلي وإنما شخصيتي كذلك،
ولكن تكتفي،
بأن تعدّل من تسريحتك ومنظرك وتذهب،
وانا أجلس هنا أنتظرك بفارغ الصبر،
فما بي هو أني أريدك ألا تهملني،
فهل فعلت ذلك لي،
على الأقل أن تقول لي هذه الكلمات،
"أحبك يا انا"..
ختام:
إنعكاسنا في المرآة،
هو نحن،
فعندما ترون الصورة فقط،
فحتماً ستهملون الجوهر،
لذلك حاولوا أن تخبروا أنفسكم،
"أنا أحبّك"،
قبل إنتظارها من أحد،
وحتى قبل إخبارها لأحد،
فأنفسكم كما هو حالكم،
تحتاج لحبّكم كي تعطيكم الحب.
"أحبّك أنت يامن تقرأ حروفي"..
فيصل...
الاثنين، 4 مارس 2013
الإبتسامة...
الإبتسامة... "٢٨"
قصّة قصيرة بقلمي...
انا رجل أعمل بشركة فخمة،
رياضي،
أحب الهدوء،
دائماً أذهب لعملي مشياً،
فالمشي من الأمور التي أتلذذ بها في حياتي،
لأنني لا أحب السرعة،
أحب أن آخذ وقتي بكل شيء،
فالمشي يتيح لي رؤية البشر،
صحيح أن العالم مزدحم،
وإزعاج السيارات وما إلى ذلك،
لكن لايهمّني أمرهم،
فبسبب إختراع السمّاعات،
أستطيع وضعها على أذني،
وأقوم بتشغيل موسيقى كلاسيكية هادئة،
ولايهمني مايهدر بجانبي من إزعاج،
طريقي هو كالمعتاد،
أخرج من شقّتي الأنيقة،
نعم أنيقة فقد إنتقيت كل قطعة بها،
بذوقي الفريد،
ودائماً مايقال لي أن ذوقي صعب جداً،
أخرج لأضغط على زر المصعد،
وانا أنتظره،
أختار نغمة اليوم،
أنزل من المصعد،
ألوّح لحارس المبنى،
"صباح الخير"،
يردّها لي ولكن لا أسمعه فقط أبتسم،
فهو يعلم روتيني الآن،
وإذا أراد شيء،
كان يأتي ويوقفني،
أخرج وأنعطف يميناً،
أمشي مايقارب العشرين دقيقة،
وأصل لمبنى الشركة،
وبهذه العشرين دقيقة،
عيناي تنظر لوجوه البشر،
بعضها غاضبة،
وبعضها حزينة،
سعيدة، متوتّرة ، وغير ذلك الكثير،
وعندما أصل لعملي،
أخلع السمّاعات،
أذهب لمكتبي،
مصبّحاً على كل من أراه أمامي،
عملي بسيط ومهم بنفس الوقت،
فأنا أقوم بحصر أرباح الشركة،
وهذا العمل بطيء لذلك هو ممتاز لي،
فكما ذكرت لا أحب السرعة،
أو العمل اللذي يحمل الكثير من الضغط،
بعدها أعود لمنزلي،
اقرأ كتاب حتى يأتيني النوم،
وعلى هذه الحال يومياً،
انا من يطبخ ولي خادمة،
تأتي كلّ يوم وانا في العمل تقوم بالتنظيفات،
لاشيء مهم هذه حياتي كلّ يوم،
حتى رأيتها.
في يوم من الأيام وانا في طريقي للعمل،
من بين الوجوه رأيتها،
إبتسامه لايمكنني وصفها،
عندما رأيتها جمدت،
وظللت أتأملها،
كانت إبتسامة فتاة في ريعان شبابها،
ذات شعر أسود لامع،
وعينان واسعتان ذات لون عسلي،
وأنف صغير شقي،
ببشرتها البيضاء،
التي تسودها حمرة النضارة،
وشفاه كبيرة تكشف عن أسنان كاللؤلؤ،
تنظر لي وهي تبتسم،
قد أفقدتني عقلي بسمتها،
ولا قدرت على شيء سوى البسمة،
وأنا جامد في مكاني،
فلوّحت لي،
وكالمسحور،
إرتفعت يدي لتلوّح لها،
وفجأة إلتفتت عنّي لرجل كان أمامها،
فبعدها بدأت أستوعب الموقف،
كانت بائعة في الطريق،
تقف أمام طاولة،
لبيع الإكسسوارات المصنّعة يدوياً،
وكلّ إعتقادي أنها قامت بصنعها،
وكانت على الطاولة لوحات بالإسعار،
وانا اتأملها بذهول،
ومن دون شعور إقتربت منها،
لا أعلم لماذا،
لم يكن ذوقي محبّاً للإكسسوارات،
ولكن كنت منجذباً نحوها،
كالقمر تجذبه الأرض ليطوف حولها،
في اليوم وكل يوم،
إقتربت وانا اخلع سمّاعاتي،
ولم أشعر بإنزعاج من الضوضاء،
التي لم أسمعها منذ فترة،
فقط إقتربت حتى كنت أمامها،
نظرت لها بذهول،
وانا أبتسم إبتسامة الغبي،
حتى إذا فرغت من الرجل إلتفتت إلي،
ورأيت بسمتها من جديد،
وددت لو أن الوقت يتوّقف،
فقلت لها بعد مرور عدّة ثوانٍ،
"مرحباً"
هزّت رأسها،
صمت قليلاً،
قلت،
"بكم هذا!؟"،
واضعاً يدي على قطعة لم تهمّني أساساً،
شارت بيدها على اللوحة،
إبتسمت،
أعطيتها ورقة نقدية،
تفوق قيمة القطعة،
وطلبت منها أن تحتفظ بالباقي،
فعندما أردت الذهاب،
غضبت لأنها لم تحدّثني،
سألتها،
"لماذا لا تكلّميني، فهذه وقاحة تعتبر"،
ياه ذهلني مافعلت،
أخرجت دفتر صغير،
ومددته لي،
مكتوب به،
"عذراً لا أسمع ولا أتكلّم،
فأكتب لي ماتريد.."،
شعرت بالذهول منها،
إنصرفت وانا غاضب وخجول من نفسي،
وعدت لبيتي معتذراً من عملي،
وإبتسامتها لم تذهب عن فكري،
وأتى الغد ولم أجدها.
مرّت الأيام ولايزال طيفها ببالي،
حتى أنني تجرأت على تعلّم لغة الإشارة،
وبدأت أتقنها كثيراً،
وبعد مرور بعض من الزمن،
وكأنها لم تتغير وجدتها،
بنفس المكان بنفس الوضع،
بنفس الإبتسامة حتى أنها إزدادت حلاوة،
كأنه من الممكن أن يحدث ذلك،
هذه المرّة إقتربت منها،
من دون خلع سمّاعاتي،
وحدث الحديث بيننا بلغة الإشارة.
مرحباً..
أهلاً..
هل تذكرينني!؟..
نعم، أنت الكريم..*إبتسمت*
*ضحكت* انا أسف لم أقصد أن أكون وقحاً..
لاعليك لم يحدث سوء..
أشكرك..
لاداعي، لكن لما هربت..
لا أعلم فقد شعرت بالخجل من نفسي..
لما!؟..
لأنني لم أتحدّث لغتك..
*تبتسم* والان أنت تتحدّثها، كيف ذلك!؟..
*بخجل* لقد تعلّمتها خلال هذه المدّة..
لماذا!؟..
كي أستطيع أن أتحدّث معك..
ولماذا تريد ذلك!؟..
لأنني وقعت بحب إبتسامتك..
*قلتها بصوتي أيضاً*
*تضحك بخجل كأنني أسمع ضحكتها*
وماذا تريد الآن!؟..
أعلم أن هذا خارج عن المألوف،
ولكن هل تقبلين الزواج منّي،
فأنا أريدك بكل مافيني.. *أشعر برهبه*
*يمر وقت كأنها تتقبّل الصدمة*
*تهز رأسها موافقة بعد وقت بالموافقة*
حقاً!؟.. *أصرخ غير مقتنع*
نعم، فمن أخذ كل ذلك الوقت ليتعلّم لغتي،
فحتماً أنه يحبّني، وسيعاملني أجمل معاملة..
ختام:
"عندما تريدون الوصول لقلب شخص"،
لانتظروا منه أن يتعلّم لغتكم،
ولكن بادروا أنتم بتعلّم لغته،
إخوتي من فقدوا السمع والنطق،
مكانتكم عالية بقلوبنا،
ويجدر بنا جميعاً تعلّم لغتكم الجميلة،
"لغة الإشارة"
فإني أعشقها بكلّ قلبي،
وأعشقكم،
حفظكم الله من كلّ سوء.
فيصل..
قصّة قصيرة بقلمي...
انا رجل أعمل بشركة فخمة،
رياضي،
أحب الهدوء،
دائماً أذهب لعملي مشياً،
فالمشي من الأمور التي أتلذذ بها في حياتي،
لأنني لا أحب السرعة،
أحب أن آخذ وقتي بكل شيء،
فالمشي يتيح لي رؤية البشر،
صحيح أن العالم مزدحم،
وإزعاج السيارات وما إلى ذلك،
لكن لايهمّني أمرهم،
فبسبب إختراع السمّاعات،
أستطيع وضعها على أذني،
وأقوم بتشغيل موسيقى كلاسيكية هادئة،
ولايهمني مايهدر بجانبي من إزعاج،
طريقي هو كالمعتاد،
أخرج من شقّتي الأنيقة،
نعم أنيقة فقد إنتقيت كل قطعة بها،
بذوقي الفريد،
ودائماً مايقال لي أن ذوقي صعب جداً،
أخرج لأضغط على زر المصعد،
وانا أنتظره،
أختار نغمة اليوم،
أنزل من المصعد،
ألوّح لحارس المبنى،
"صباح الخير"،
يردّها لي ولكن لا أسمعه فقط أبتسم،
فهو يعلم روتيني الآن،
وإذا أراد شيء،
كان يأتي ويوقفني،
أخرج وأنعطف يميناً،
أمشي مايقارب العشرين دقيقة،
وأصل لمبنى الشركة،
وبهذه العشرين دقيقة،
عيناي تنظر لوجوه البشر،
بعضها غاضبة،
وبعضها حزينة،
سعيدة، متوتّرة ، وغير ذلك الكثير،
وعندما أصل لعملي،
أخلع السمّاعات،
أذهب لمكتبي،
مصبّحاً على كل من أراه أمامي،
عملي بسيط ومهم بنفس الوقت،
فأنا أقوم بحصر أرباح الشركة،
وهذا العمل بطيء لذلك هو ممتاز لي،
فكما ذكرت لا أحب السرعة،
أو العمل اللذي يحمل الكثير من الضغط،
بعدها أعود لمنزلي،
اقرأ كتاب حتى يأتيني النوم،
وعلى هذه الحال يومياً،
انا من يطبخ ولي خادمة،
تأتي كلّ يوم وانا في العمل تقوم بالتنظيفات،
لاشيء مهم هذه حياتي كلّ يوم،
حتى رأيتها.
في يوم من الأيام وانا في طريقي للعمل،
من بين الوجوه رأيتها،
إبتسامه لايمكنني وصفها،
عندما رأيتها جمدت،
وظللت أتأملها،
كانت إبتسامة فتاة في ريعان شبابها،
ذات شعر أسود لامع،
وعينان واسعتان ذات لون عسلي،
وأنف صغير شقي،
ببشرتها البيضاء،
التي تسودها حمرة النضارة،
وشفاه كبيرة تكشف عن أسنان كاللؤلؤ،
تنظر لي وهي تبتسم،
قد أفقدتني عقلي بسمتها،
ولا قدرت على شيء سوى البسمة،
وأنا جامد في مكاني،
فلوّحت لي،
وكالمسحور،
إرتفعت يدي لتلوّح لها،
وفجأة إلتفتت عنّي لرجل كان أمامها،
فبعدها بدأت أستوعب الموقف،
كانت بائعة في الطريق،
تقف أمام طاولة،
لبيع الإكسسوارات المصنّعة يدوياً،
وكلّ إعتقادي أنها قامت بصنعها،
وكانت على الطاولة لوحات بالإسعار،
وانا اتأملها بذهول،
ومن دون شعور إقتربت منها،
لا أعلم لماذا،
لم يكن ذوقي محبّاً للإكسسوارات،
ولكن كنت منجذباً نحوها،
كالقمر تجذبه الأرض ليطوف حولها،
في اليوم وكل يوم،
إقتربت وانا اخلع سمّاعاتي،
ولم أشعر بإنزعاج من الضوضاء،
التي لم أسمعها منذ فترة،
فقط إقتربت حتى كنت أمامها،
نظرت لها بذهول،
وانا أبتسم إبتسامة الغبي،
حتى إذا فرغت من الرجل إلتفتت إلي،
ورأيت بسمتها من جديد،
وددت لو أن الوقت يتوّقف،
فقلت لها بعد مرور عدّة ثوانٍ،
"مرحباً"
هزّت رأسها،
صمت قليلاً،
قلت،
"بكم هذا!؟"،
واضعاً يدي على قطعة لم تهمّني أساساً،
شارت بيدها على اللوحة،
إبتسمت،
أعطيتها ورقة نقدية،
تفوق قيمة القطعة،
وطلبت منها أن تحتفظ بالباقي،
فعندما أردت الذهاب،
غضبت لأنها لم تحدّثني،
سألتها،
"لماذا لا تكلّميني، فهذه وقاحة تعتبر"،
ياه ذهلني مافعلت،
أخرجت دفتر صغير،
ومددته لي،
مكتوب به،
"عذراً لا أسمع ولا أتكلّم،
فأكتب لي ماتريد.."،
شعرت بالذهول منها،
إنصرفت وانا غاضب وخجول من نفسي،
وعدت لبيتي معتذراً من عملي،
وإبتسامتها لم تذهب عن فكري،
وأتى الغد ولم أجدها.
مرّت الأيام ولايزال طيفها ببالي،
حتى أنني تجرأت على تعلّم لغة الإشارة،
وبدأت أتقنها كثيراً،
وبعد مرور بعض من الزمن،
وكأنها لم تتغير وجدتها،
بنفس المكان بنفس الوضع،
بنفس الإبتسامة حتى أنها إزدادت حلاوة،
كأنه من الممكن أن يحدث ذلك،
هذه المرّة إقتربت منها،
من دون خلع سمّاعاتي،
وحدث الحديث بيننا بلغة الإشارة.
مرحباً..
أهلاً..
هل تذكرينني!؟..
نعم، أنت الكريم..*إبتسمت*
*ضحكت* انا أسف لم أقصد أن أكون وقحاً..
لاعليك لم يحدث سوء..
أشكرك..
لاداعي، لكن لما هربت..
لا أعلم فقد شعرت بالخجل من نفسي..
لما!؟..
لأنني لم أتحدّث لغتك..
*تبتسم* والان أنت تتحدّثها، كيف ذلك!؟..
*بخجل* لقد تعلّمتها خلال هذه المدّة..
لماذا!؟..
كي أستطيع أن أتحدّث معك..
ولماذا تريد ذلك!؟..
لأنني وقعت بحب إبتسامتك..
*قلتها بصوتي أيضاً*
*تضحك بخجل كأنني أسمع ضحكتها*
وماذا تريد الآن!؟..
أعلم أن هذا خارج عن المألوف،
ولكن هل تقبلين الزواج منّي،
فأنا أريدك بكل مافيني.. *أشعر برهبه*
*يمر وقت كأنها تتقبّل الصدمة*
*تهز رأسها موافقة بعد وقت بالموافقة*
حقاً!؟.. *أصرخ غير مقتنع*
نعم، فمن أخذ كل ذلك الوقت ليتعلّم لغتي،
فحتماً أنه يحبّني، وسيعاملني أجمل معاملة..
ختام:
"عندما تريدون الوصول لقلب شخص"،
لانتظروا منه أن يتعلّم لغتكم،
ولكن بادروا أنتم بتعلّم لغته،
إخوتي من فقدوا السمع والنطق،
مكانتكم عالية بقلوبنا،
ويجدر بنا جميعاً تعلّم لغتكم الجميلة،
"لغة الإشارة"
فإني أعشقها بكلّ قلبي،
وأعشقكم،
حفظكم الله من كلّ سوء.
فيصل..
الأحد، 3 مارس 2013
قلادة الحنان....
قلادة الحنان... "٢٧"
قصّة قصيرة بقلمي...
في أحد غرف بيت ما،
دخل رجل،
دموعه تجري بلا توّقف،
رغم أنه لم يكن يبكي،
أو كما شخص قد توّقف عن البكاء،
ودموعه لم تستوعب ذلك،
فضلّت تنهمر،
يدخل الغرفة،
يتحدّث كالمصاب بالذهان،
"رحماك..رحماك ربّي"،
كأنه خائف من الغرفة،
أو مما تفعله الغرفة بنفسه،
ذهب للخزانة،
وفتح أحد أبوابها،
وكانت بداخلها خزنة،
أخرج مفتاح من جيبه،
وبيده التي ترتعش،
فتح الخزنة،
ووجد داخله علبة،
من نوع العلب التي توضع بها المجوهرات،
فتحها،
ثم صرخ باكيا،
"اااه رحمك الله يا امي".
كانت بداخل العلبة،
قلادة عتيقة لؤلؤية،
بيضاء لامعة،
أخذها الرجل وضمّها لقلبه،
جلس يقبّل كل لؤلؤه منها،
وثم وضعها امامه،
وكأن القلادة تقول له،
"أهلاً بني"،
بدأ الرجل يتحدّث كالمجنون.
أمي،
أحبك أشتاق لكِ،
سامحيني على تقصيري،
رحمك الله يافاضلة،
أريد تقبيل رجليك،
لقد دفنتك اليوم بيدي،
قبّلت رأسك،
بعد أن غسلوك،
لاتزال إبتسامتك تعتريك،
أمي عدت للتو من قبرك،
حيث دفنتك،
وها انا الان أشتاق لك،
وهذه قلادتك أمامي،
تذكرني بتقصيري بحقّك،
الليالي الكثيرة التي تركتك تنتظريني،
وانا ألهو مع أصدقائي،
الأيام الكثيرة،
التي لم أتّصل لأطمئنك على حالي،
سامحيني ياملاك،
سامحيني إن علا صوتي على صوتك،
في لحظة غضب لم أعنيها،
إغفري لي إن فضّلت،
قضاء وقتي بأمر بعيد عنكِ،
إرحميني إن لم أرحمك بأسفاري،
وتركتك قلقة على صحّتي،
أماه أعشقك،
انا لا أعارض قضاء ربي،
لكن يصعب علي جدّاً،
أن أتحمّل غيابك بعد فقدانك،
أمي كم أريد أن أضمّك،
أقبّلك،
أستنشق عبيرك،
أريد راحة يديك على صدري،
وأناملك تمسح دموعي،
أمي طفلك لايزال طفلك،
ياه يا أمي كيف أقدر على الدنيا من غيرك،
أشعر أنني كبرت فجأة بغيابك،
أصبحت عجوز بلحظة ذهابك،
أمي،
اااه يا أمي،
رحمك ربّي كما ربيّتني صغيراً.
وفجأة كأنما القلادة تتحدّث له.
لاتقلق يابني،
فأنت لم تقصّر بحقّها،
لقد كانت تعشقك أيما عشق،
فأنت إبنها الوحيد،
كانت تفاخر بك طول الوقت،
تتحدّث عنك في كلّ يوم،
فهي لم تغضب منك يوماً،
فإن لم تكن تزورها،
فبعض من ثيابك لم تغسلها،
تركتها برائحتك تستنشقها كل حين،
وكل ليلة تغيب بها كانت تدعوا لك بالسعادة،
كانت تسعد فقط بوجودك في حياتها،
لم تكن تريد منك شيئاً أبداً،
فقط كانت تكفيها أنك تعيش حياتك،
ولو طلبتها حياتها،
لتنازلت عنها لأجلك،
حتى عندما سافرت،
كنت تزورها في منامها،
وتصحو لتدعي لك في جنح الليل،
يابني،
لا تقلق،
فلن توفيها حقّها مهما فعلت،
ولكن يكفيك أن تكون بخير،
وستسعد بذلك كلّ السعادة،
وقبل موتها أخبرتني،
أن الله أنعم عليها بحياة جميلة،
حيث رزقها بك،
وتدعوا الله أن تراك في جنّته،
فعش حياتك سعيداً،
لا لأجلك وإنما لأجل من سهرت كي تنام،
ومن جاعت كي تشبع،
ومن تعبت كي ترتاح،
و، و، و، و........
لحظتها بكى الرجل كالطفل،
حتى نام على سريرها،
وعندما إستيقظ،
لم يعد طفلاً أبداً.
ختام:
إهداء لكِ إمي،
وسامحيني على تقصيري،
حفظك الله من كل مكروه،
ورزقك الفردوس يارب،
على وجودك بحياتي،
وكلّ مافعلتيه لأجلي،
أحبّك كلّ مابقلبي طاقة للحب.
إبنك فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي...
في أحد غرف بيت ما،
دخل رجل،
دموعه تجري بلا توّقف،
رغم أنه لم يكن يبكي،
أو كما شخص قد توّقف عن البكاء،
ودموعه لم تستوعب ذلك،
فضلّت تنهمر،
يدخل الغرفة،
يتحدّث كالمصاب بالذهان،
"رحماك..رحماك ربّي"،
كأنه خائف من الغرفة،
أو مما تفعله الغرفة بنفسه،
ذهب للخزانة،
وفتح أحد أبوابها،
وكانت بداخلها خزنة،
أخرج مفتاح من جيبه،
وبيده التي ترتعش،
فتح الخزنة،
ووجد داخله علبة،
من نوع العلب التي توضع بها المجوهرات،
فتحها،
ثم صرخ باكيا،
"اااه رحمك الله يا امي".
كانت بداخل العلبة،
قلادة عتيقة لؤلؤية،
بيضاء لامعة،
أخذها الرجل وضمّها لقلبه،
جلس يقبّل كل لؤلؤه منها،
وثم وضعها امامه،
وكأن القلادة تقول له،
"أهلاً بني"،
بدأ الرجل يتحدّث كالمجنون.
أمي،
أحبك أشتاق لكِ،
سامحيني على تقصيري،
رحمك الله يافاضلة،
أريد تقبيل رجليك،
لقد دفنتك اليوم بيدي،
قبّلت رأسك،
بعد أن غسلوك،
لاتزال إبتسامتك تعتريك،
أمي عدت للتو من قبرك،
حيث دفنتك،
وها انا الان أشتاق لك،
وهذه قلادتك أمامي،
تذكرني بتقصيري بحقّك،
الليالي الكثيرة التي تركتك تنتظريني،
وانا ألهو مع أصدقائي،
الأيام الكثيرة،
التي لم أتّصل لأطمئنك على حالي،
سامحيني ياملاك،
سامحيني إن علا صوتي على صوتك،
في لحظة غضب لم أعنيها،
إغفري لي إن فضّلت،
قضاء وقتي بأمر بعيد عنكِ،
إرحميني إن لم أرحمك بأسفاري،
وتركتك قلقة على صحّتي،
أماه أعشقك،
انا لا أعارض قضاء ربي،
لكن يصعب علي جدّاً،
أن أتحمّل غيابك بعد فقدانك،
أمي كم أريد أن أضمّك،
أقبّلك،
أستنشق عبيرك،
أريد راحة يديك على صدري،
وأناملك تمسح دموعي،
أمي طفلك لايزال طفلك،
ياه يا أمي كيف أقدر على الدنيا من غيرك،
أشعر أنني كبرت فجأة بغيابك،
أصبحت عجوز بلحظة ذهابك،
أمي،
اااه يا أمي،
رحمك ربّي كما ربيّتني صغيراً.
وفجأة كأنما القلادة تتحدّث له.
لاتقلق يابني،
فأنت لم تقصّر بحقّها،
لقد كانت تعشقك أيما عشق،
فأنت إبنها الوحيد،
كانت تفاخر بك طول الوقت،
تتحدّث عنك في كلّ يوم،
فهي لم تغضب منك يوماً،
فإن لم تكن تزورها،
فبعض من ثيابك لم تغسلها،
تركتها برائحتك تستنشقها كل حين،
وكل ليلة تغيب بها كانت تدعوا لك بالسعادة،
كانت تسعد فقط بوجودك في حياتها،
لم تكن تريد منك شيئاً أبداً،
فقط كانت تكفيها أنك تعيش حياتك،
ولو طلبتها حياتها،
لتنازلت عنها لأجلك،
حتى عندما سافرت،
كنت تزورها في منامها،
وتصحو لتدعي لك في جنح الليل،
يابني،
لا تقلق،
فلن توفيها حقّها مهما فعلت،
ولكن يكفيك أن تكون بخير،
وستسعد بذلك كلّ السعادة،
وقبل موتها أخبرتني،
أن الله أنعم عليها بحياة جميلة،
حيث رزقها بك،
وتدعوا الله أن تراك في جنّته،
فعش حياتك سعيداً،
لا لأجلك وإنما لأجل من سهرت كي تنام،
ومن جاعت كي تشبع،
ومن تعبت كي ترتاح،
و، و، و، و........
لحظتها بكى الرجل كالطفل،
حتى نام على سريرها،
وعندما إستيقظ،
لم يعد طفلاً أبداً.
ختام:
إهداء لكِ إمي،
وسامحيني على تقصيري،
حفظك الله من كل مكروه،
ورزقك الفردوس يارب،
على وجودك بحياتي،
وكلّ مافعلتيه لأجلي،
أحبّك كلّ مابقلبي طاقة للحب.
إبنك فيصل...
السبت، 2 مارس 2013
الكنز الضائع...
الكنز الضائع... "٢٦"
قصّة قصيرة بقلمي...
على ضفاف النهر،
يمشي طفل صغير،
قد يترائى من بعيد،
كأنه في الرابعة أو الخامسة،
لكن عندما تقترب منه تعلم أنه أكبر من ذلك،
فهو تقريباً في الثامنه،
ولكن ملامحة لا توحي بذلك،
أيضاً طريقة حركته تعبّر عن البراءة،
أكثر منها عن الصبيانية،
وهو يمشي،
كان يهمهم بكلمات،
"ثمانية وستون، تسعة وستون،
سبعونٌ سبعون"،
ولازال يمشي ويهمهم،
بملابسه المتقطعة،
بنطال بنّي بالٍ،
وقميص أخضر فضفاض،
وقبّعة قش كبيرة،
تعطيه منظر الفلّاح الصغير،
ولايرتدي حذاء،
"لاحذاء أبداً"،
كما يقول،
"لأن الحذاء يحد من حريّتك"،
وفجاة،
"مئة"،
ثم إلتفت جهة النهر،
وقفز في الماء،
بعد أن القي ثيابه،
إلا من سروال داخلي من القطن،
النهر لم يكن سريع الجريان،
وصل للقاع بسهولة،
أمسك بشيء يشبه السلسلة المعدنية،
واخرجه معه لخارج النهر،
بدأ يشده،
ويسحبه،
حتى أصبح مشدوداً،
ثم قرع عليه،
بالقضيب المعدني اللذي كان يحمله،
قرع ثم قرع،
ثم توقّف عند الثالثة،
وأتمّها بالرابعة،
وبعد قليل،
إذا بالضفّة المقابلة،
كأنما باب سرّي يفتح،
حتى لو كنت مارّاً بجانب الصبي،
أو الباب،
لن تشعر بشيء،
حتى فتح الباب لآخرته،
فبظلال صغيرة،
تتباين من بعيد،
وأحدها يصرخ بإسم،
وكان الإسم للفتى،
ليلوّح لهم،
وأحد الظلال بدأ بتوبيخ الفتاة التي صرخت،
وضع ملابسه بداخل كيس صغير،
وأخذ يسبح بإتجاههم،
ما إن وصل،
حتى سحبوه للداخل وأغلقوا الباب.
في الداخل،
كان المكان شبيه بأرض للعب الأطفال،
وكان مليء بالأطفال،
ربما مايقارب سبعة أطفال،
أربعة فتيان،
وثلاثة بنات،
بداخل هذه الغرفة،
المكوّنة من الأسرّة المتكسّرة،
والأثاث المهترئ،
والملابس القديمة،
كذلك الأطفال،
عندما تراهم تعلم أنهم فقراء،
فقد كانوا أيتام،
تجمّعوا بهذا المكان،
اللذي إكتشفه كبيرهم،
واللذي يكاد لصغر حجمه أن يكون أصغرهم،
لأنه لم يكن لهم ملجأ،
في هذه المدينة،
القاسية،
صرخ أحدهم،
"هل أحضرت الطعام!!"،
ردّ عليه وهو يبتسم،
"نعم ، نعم"،
بدأوا بالأكل والضحك،
وهكذا عاشوا حياتهم،
وفي يوم ما،
كان كبيرهم خارج المخبأ،
ليأتيهم بالأكل،
وإذا به يسمع،
"ياقوم أنفذوا بجلدكم،
فالسد سيتدمّر،
والنهر سيفيض!!!"،
صعق الصبي ممّا سمع،
وذهب يركض للمخبأ،
لكن أحد الرجّال،
مسكه وحمله يركض به هاربين،
يصرخ الصبي،
"أتركني أصدقائي،
أخوتي،
أرجوك ياسيّدي لابد أن أحذرّهم"،
ردّ الرجل وهو يركض مسرعاً،
"لاتقلق سيجدون من يساعدهم"،
صرخ كالمجنون،
"لا ، لا انت لاتعلم انهم اسفل النهر!!"،
لم يهتم الرجل لذلك الكلام الغريب،
واعتقد انها هذيان بسبب الخوف،
بعد ايام،
هدأ النهر،
ورمّم السد،
عاد الجميع لوسط المدينة،
والصبي يركض كالمجنون،
ومعه الرجل اللذي قد سمع حكايته بالتفصيل،
بعد مرور هذه الايام،
حتى اذا وصلوا لذلك المخبأ،
وجدوا الباب كأنه منفجر من الداخل،
سبح الإثنان للمخبأ،
ووجدوا بداخله حفره ولاشيء آخر،
قال الرجل،
"أعتقد أن الماء،
أتى من الإسفل ورمى الجميع خارجاً"،
جلس الصبي يبكي،
"كنزي ااه، كنزي اه"،
انتهى الموقف على هذه الحال،
وبقى الصبي مع الرجل.
بعد مرور بضع السنوات،
كان الصبي قد كبر قليلاً،
وهو مع الرجل يرتحلان،
على مدن النهر،
من المحيط الى البحر،
واذا هو يتجوّل باحدى هذه المدن،
يبيع ويشتري،
يسمع صوت يناديه،
صوت مألوف،
قد سمعه كثير من المرّات،
صوت يأتيه بأحلامه كلّ ليلة،
توّهم أنه يحلم،
صاح الصوت من جديد ينادي إسمه،
فلمّا إلتفت إذا بتلك الفتاة،
التي كانت معه في المخبأ تأتي له مهرولة،
من دون أن يشعر فتح ذراعية،
كأنه تركها بالأمس،
فسقطت بحضنه،
إحتضنها بشدّة،
وهي تبكي فرحاً،
وهو من الدهشة،
لم يخرج صوت،
فقط دموعه تنهمر،
كان الرجل ينظر لهما باستغراب،
بعد حديث مطوّل علم منها التالي،
وكذلك الرجل إستمع لهما.
أن النهر عندما فاض بهم،
أتى الماء من إسفلهم،
ورماهم خارج المخبأ،
ومن حسن حظّهم،
أن أسرّتهم كانت من الخشب،
التي تمسّكوا بها جيّداً،
حتى سقطوا بهذه المدينة.
بحثنا عنك،
متوّقعين أننا لازلنا بمدينتنا،
ومن ثم علمنا،
انها ليست مدينتنا،
فاتفقنا ان نعود لمدينتنا،
لكن كانت الطريق طويلة،
ولم نملك المال ولا الغذاء،
فمن حسن الحظ،
وجدنا زوجين يملكان مطعم،
طيّبا القلب،
وقمنا بالعمل معهم،
مقابل الطعام والمسكن،
آملين أن نجدك،
وها انا اقوم بشراء الحاجيات للمطعم،
اذا بي المحك،
وانت تعرف البقيّة.
"خذيني لهم الان"،
صاح الصبي،
واخذته الفتاة،
تبعهما الرجل،
حتى وصلا للمطعم،
دخلوا جميعاً،
واذا بالصبي يرى أصحابه،
ويصرخ بصوته العالي،
"أخيراً وجدت كنزي الضائع!!!".
ختام:
أحياناً كثيرة،
لايكون الذهب او الالماس هو الكنز،
تكون الكنوز عبارة عن علاقات،
جميلة ، نقيّة ، ونادرة جداً،
بحيث لا يهمّنا سوى بقاء هذه الكنوز،
إن كنت تمتلك شخص تعتبره كنزاً،
فحافظ عليه،
وإن لم تكن،
فأبحث من الآن.
فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي...
على ضفاف النهر،
يمشي طفل صغير،
قد يترائى من بعيد،
كأنه في الرابعة أو الخامسة،
لكن عندما تقترب منه تعلم أنه أكبر من ذلك،
فهو تقريباً في الثامنه،
ولكن ملامحة لا توحي بذلك،
أيضاً طريقة حركته تعبّر عن البراءة،
أكثر منها عن الصبيانية،
وهو يمشي،
كان يهمهم بكلمات،
"ثمانية وستون، تسعة وستون،
سبعونٌ سبعون"،
ولازال يمشي ويهمهم،
بملابسه المتقطعة،
بنطال بنّي بالٍ،
وقميص أخضر فضفاض،
وقبّعة قش كبيرة،
تعطيه منظر الفلّاح الصغير،
ولايرتدي حذاء،
"لاحذاء أبداً"،
كما يقول،
"لأن الحذاء يحد من حريّتك"،
وفجاة،
"مئة"،
ثم إلتفت جهة النهر،
وقفز في الماء،
بعد أن القي ثيابه،
إلا من سروال داخلي من القطن،
النهر لم يكن سريع الجريان،
وصل للقاع بسهولة،
أمسك بشيء يشبه السلسلة المعدنية،
واخرجه معه لخارج النهر،
بدأ يشده،
ويسحبه،
حتى أصبح مشدوداً،
ثم قرع عليه،
بالقضيب المعدني اللذي كان يحمله،
قرع ثم قرع،
ثم توقّف عند الثالثة،
وأتمّها بالرابعة،
وبعد قليل،
إذا بالضفّة المقابلة،
كأنما باب سرّي يفتح،
حتى لو كنت مارّاً بجانب الصبي،
أو الباب،
لن تشعر بشيء،
حتى فتح الباب لآخرته،
فبظلال صغيرة،
تتباين من بعيد،
وأحدها يصرخ بإسم،
وكان الإسم للفتى،
ليلوّح لهم،
وأحد الظلال بدأ بتوبيخ الفتاة التي صرخت،
وضع ملابسه بداخل كيس صغير،
وأخذ يسبح بإتجاههم،
ما إن وصل،
حتى سحبوه للداخل وأغلقوا الباب.
في الداخل،
كان المكان شبيه بأرض للعب الأطفال،
وكان مليء بالأطفال،
ربما مايقارب سبعة أطفال،
أربعة فتيان،
وثلاثة بنات،
بداخل هذه الغرفة،
المكوّنة من الأسرّة المتكسّرة،
والأثاث المهترئ،
والملابس القديمة،
كذلك الأطفال،
عندما تراهم تعلم أنهم فقراء،
فقد كانوا أيتام،
تجمّعوا بهذا المكان،
اللذي إكتشفه كبيرهم،
واللذي يكاد لصغر حجمه أن يكون أصغرهم،
لأنه لم يكن لهم ملجأ،
في هذه المدينة،
القاسية،
صرخ أحدهم،
"هل أحضرت الطعام!!"،
ردّ عليه وهو يبتسم،
"نعم ، نعم"،
بدأوا بالأكل والضحك،
وهكذا عاشوا حياتهم،
وفي يوم ما،
كان كبيرهم خارج المخبأ،
ليأتيهم بالأكل،
وإذا به يسمع،
"ياقوم أنفذوا بجلدكم،
فالسد سيتدمّر،
والنهر سيفيض!!!"،
صعق الصبي ممّا سمع،
وذهب يركض للمخبأ،
لكن أحد الرجّال،
مسكه وحمله يركض به هاربين،
يصرخ الصبي،
"أتركني أصدقائي،
أخوتي،
أرجوك ياسيّدي لابد أن أحذرّهم"،
ردّ الرجل وهو يركض مسرعاً،
"لاتقلق سيجدون من يساعدهم"،
صرخ كالمجنون،
"لا ، لا انت لاتعلم انهم اسفل النهر!!"،
لم يهتم الرجل لذلك الكلام الغريب،
واعتقد انها هذيان بسبب الخوف،
بعد ايام،
هدأ النهر،
ورمّم السد،
عاد الجميع لوسط المدينة،
والصبي يركض كالمجنون،
ومعه الرجل اللذي قد سمع حكايته بالتفصيل،
بعد مرور هذه الايام،
حتى اذا وصلوا لذلك المخبأ،
وجدوا الباب كأنه منفجر من الداخل،
سبح الإثنان للمخبأ،
ووجدوا بداخله حفره ولاشيء آخر،
قال الرجل،
"أعتقد أن الماء،
أتى من الإسفل ورمى الجميع خارجاً"،
جلس الصبي يبكي،
"كنزي ااه، كنزي اه"،
انتهى الموقف على هذه الحال،
وبقى الصبي مع الرجل.
بعد مرور بضع السنوات،
كان الصبي قد كبر قليلاً،
وهو مع الرجل يرتحلان،
على مدن النهر،
من المحيط الى البحر،
واذا هو يتجوّل باحدى هذه المدن،
يبيع ويشتري،
يسمع صوت يناديه،
صوت مألوف،
قد سمعه كثير من المرّات،
صوت يأتيه بأحلامه كلّ ليلة،
توّهم أنه يحلم،
صاح الصوت من جديد ينادي إسمه،
فلمّا إلتفت إذا بتلك الفتاة،
التي كانت معه في المخبأ تأتي له مهرولة،
من دون أن يشعر فتح ذراعية،
كأنه تركها بالأمس،
فسقطت بحضنه،
إحتضنها بشدّة،
وهي تبكي فرحاً،
وهو من الدهشة،
لم يخرج صوت،
فقط دموعه تنهمر،
كان الرجل ينظر لهما باستغراب،
بعد حديث مطوّل علم منها التالي،
وكذلك الرجل إستمع لهما.
أن النهر عندما فاض بهم،
أتى الماء من إسفلهم،
ورماهم خارج المخبأ،
ومن حسن حظّهم،
أن أسرّتهم كانت من الخشب،
التي تمسّكوا بها جيّداً،
حتى سقطوا بهذه المدينة.
بحثنا عنك،
متوّقعين أننا لازلنا بمدينتنا،
ومن ثم علمنا،
انها ليست مدينتنا،
فاتفقنا ان نعود لمدينتنا،
لكن كانت الطريق طويلة،
ولم نملك المال ولا الغذاء،
فمن حسن الحظ،
وجدنا زوجين يملكان مطعم،
طيّبا القلب،
وقمنا بالعمل معهم،
مقابل الطعام والمسكن،
آملين أن نجدك،
وها انا اقوم بشراء الحاجيات للمطعم،
اذا بي المحك،
وانت تعرف البقيّة.
"خذيني لهم الان"،
صاح الصبي،
واخذته الفتاة،
تبعهما الرجل،
حتى وصلا للمطعم،
دخلوا جميعاً،
واذا بالصبي يرى أصحابه،
ويصرخ بصوته العالي،
"أخيراً وجدت كنزي الضائع!!!".
ختام:
أحياناً كثيرة،
لايكون الذهب او الالماس هو الكنز،
تكون الكنوز عبارة عن علاقات،
جميلة ، نقيّة ، ونادرة جداً،
بحيث لا يهمّنا سوى بقاء هذه الكنوز،
إن كنت تمتلك شخص تعتبره كنزاً،
فحافظ عليه،
وإن لم تكن،
فأبحث من الآن.
فيصل...
بجوار البحر....
بجوار البحر... "٢٥"
قصّة قصيرة بقلمي...
يااه..
يالجمال هذا الصباح...
قال ذلك وهو يمشي،
رجل طاعن في السن،
يرتدي معطف أسود،
وبنطال بنفس اللون،
حذاء لامع يميل للرمادي،
قميص أبيض،
وعلى رأسة قبّعه رماديه،
متجانسه مع لون شعره الأبيض،
يأتي ويجلس على المقعد،
اللذي بجانب الطريق،
المقابل للبحر،
الرجل كأنه نقطة سوداء،
على الطريق اللذي يتكوّن من حجارة بيضاء،
يجلس وينظر للبحر،
كان عمود إنارة بجانبة،
وأمامه السياج اللذي يحوف الطريق،
وكذلك للإنارات ذات اللون الأسود،
الموجودة على طول الطريق،
بمسافات متساوية،
كانت أمامه كذلك إنارة،
وبجانبها سلّم أو ليس سلّم،
ولكن عدّة درجات تهبط لرمال الشاطئ،
يجلس الرجل وينظر للأفق،
في هذا الوقت،
لم يكن الشاطئ يعج بالبشر،
لأنه وقت شتاء،
ولكن المارّة يطوفون هذا الطريق،
يمرون بجواره ولاينتبهون عليه،
وهو باقٍ ينظر بعيداً،
يتأمل حياته،
ويعيد حكايتها بنفسه.
ياه ، الجو جميل اليوم،
نعم لقد قلت ذلك،
مابي لم أعد أهتم،
حتى لماذا أقول هذه الكلمات،
"الجو جميل"،
ومالفرق إن لم يكن الجو جميل،
كنت سأجلس هنا،
ولن أفعل شيء،
سوى النظر للأفق،
فعلاً لقد ذهب عمري،
لم يبقى أحد في حياتي،
دفنت والداي،
إخوتي،
زوجتي وحتى بعض من إبنائي،
والباقي منهم لايهتم بي،
فمن يهتم برجل لم يعد له من منفعة،
رجل قد طعن فيه السن،
حتى لم يعد يفيد أي إنسان آخر،
فقط أجلس هنا أنظر للبحر،
ثم أعود لبيتي،
بيت، هه!!
ليس بيتاً وإنما غرفة،
أدفع أجرها من معاش تقاعدي،
لما أحتاج المال،
فليس لي حاجة لذلك،
لاهوايات،
لا أصدقاء لي قد بقوا،
حتى وإن أردت أن أكوّن صداقات جديدة،
لم يعد بي طاقة،
ولم أعد أهتم بذلك كثيراً،
فهذا حالي كلّ يوم،
أجلس على هذا الكرسي،
أنظر للبحر،
أعيد قصّة حياتي لنفسي،
حتى تغيب الشمس وأعود لبيتي،
ثم آتي لهنا في الصباح،
فعلاً لم يعد لحياتي معنى بعد الآن،
فقط إنتظار للموت ببطئ.
وتمر الأيام،
وفي خلال أحد الأيام،
كانت السماء ملبّدة بالغيوم،
وكان الطريق خالياً من المارّة،
وفي نفس المكان كانت النقطة موجودة،
ولكن هذه المرة كانت أكبر،
بسبب المظلّة التي أتى بها الرجل،
وذلك ليس غريباً فالسماء تنذر بالمطر،
ولكن الغريب أن يأتي لمكانه،
رغم أن المطر سيهبط في أي لحظة،
ولكن ذلك ليس غريباً عليه،
فإنه لم يعد يهتم لأي شيء،
ولكن لم يعلم الرجل،
أن هذا اليوم سيكون الأخير.
ياه، يالجمال هذا اليوم،
تباً لازلت أقول هذه الكلمات الغبيّة،
لايهم،
ولكن لماذا الطريق خالٍ،
هل الناس تخاف من المطر،
أمرهم غريب،
في الماضي كنّا نلعب تحت المطر،
نرقص تحت المطر،
نعمل تحت المطر،
نقع بالحب تحت المطر،
نحيا ونموت تحت المطر،
واليوم لايفعلون شيء تحت المطر،
غير الهروب منه،
لايهم،
انا كذلك لم أعد أهوى المطر،
لذلك أحضرت مظلّتي،
فإني أخاف البرد،
سأنتظر كعادتي ثم أعود،
ربما أعود مبكراً اذا كان المطر غزيراً،
هاهو المطر ينهمر،
يالصوته الجميل،
رذاذه المنعش،
ورائحته المُسكرة،
ياه أشعر بالدوّار،
هل عيناي تخونانني،
أم أن هناك أحداً يتجه للبحر،
من المجنون اللذي يفعل ذلك،
في مثل هذا الوقت،
في مثل هذا اليوم،
في مثل هذا الجو،
لأتبعه علّه يريد مساعدة،
ياه الدرجات غير متناسقة،
اكاد اقع،
رمال الشاطئ دخلت بحذائي،
كأنني أمشي في وحل،
يالهي!!
المجنون قد ذهب للبحر،
وكأنه يغرق،
بسرعة بسرعة،
لأساعده.
يقفز الرجل في الماء وبهذه اللحظة،
رأى صبي مايحدث فأتصل بالشرطة،
التي أتت مسرعة مع الإسعاف،
وهم يعتقدون من البلاغ،
ان رجل طاعن في السن يحاول الانتحار،
وعندما وصلوا وجدوا فتاة،
تتنفّس وتكح فيخرج الماء،
كشخص غرق للتو،
ووجدوا الرجل بجانبها ممدد،
يتنفّس بصعوبة،
ويسألوه" ماحدث مابك!؟"،
يجيب وهو يلفظ أنفاسه،
"كانت ستغرق فأنقذتها،
واعتقد أن جسدي لم يحتمل البرد،
ولا الحركة المسرفة التي قمت بها،
*يضحك بصعوبة*،
إنه يومٌ جميل،
ما أغباني،
دائماً أقولها بسبب أو بدونه،
ولكن اليوم فعلاً،
ياله من يوم جميل"،
أغمض الرجل عينيه،
وتوّقف عن التنفّس،
حاول المسعفين إنعاشه،
لكن لا يوجد أمل،
فارق الحياة.
بعد سنين،
في أحد المقابر،
وقفت إمرأة أمام قبر،
وهي تقول هذه الكلمات،
"لم أنساك يوماً،
لقد وهبت حياتك في سبيل إنقاذي،
ولم أفكّر منذ يومها بالإنتحار،
إني مدينة لك بحياتي،
رحمك الله"،
ومن بعيد يسمع نداء،
"ماما، مامااا"،
اذا بطفلة ورجل يأتيان،
يضمّان المرأة،
وينظرون للقبر باسمين.
الختام:
أحياناً لانقدّر حياتنا حق تقديرها،
ولكن ذلك لايمنع من أن نجد من يفعل،
رغم أنه من الأفضل لنا،
أن نقدّر نحن حياتنا،
قبل إنتظار أن تكون ذات معنى لأحدهم،
ولكن جلّ ما أريد قوله،
أنه حتى وإن ظننت أن لا معنى لما تفعل،
فحتماً هناك يوجد شخص،
مختبئ عن ناظريك يقدّرك تقدير،
ليس بإستطاعة أحد أن يقدّرك به،
وأحب أن أقول،
أنني أقدّر كل شخص منكم،
على إهدائي،
الوقت من يومه،
لقرائة كلماتي البسيطة.
فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي...
يااه..
يالجمال هذا الصباح...
قال ذلك وهو يمشي،
رجل طاعن في السن،
يرتدي معطف أسود،
وبنطال بنفس اللون،
حذاء لامع يميل للرمادي،
قميص أبيض،
وعلى رأسة قبّعه رماديه،
متجانسه مع لون شعره الأبيض،
يأتي ويجلس على المقعد،
اللذي بجانب الطريق،
المقابل للبحر،
الرجل كأنه نقطة سوداء،
على الطريق اللذي يتكوّن من حجارة بيضاء،
يجلس وينظر للبحر،
كان عمود إنارة بجانبة،
وأمامه السياج اللذي يحوف الطريق،
وكذلك للإنارات ذات اللون الأسود،
الموجودة على طول الطريق،
بمسافات متساوية،
كانت أمامه كذلك إنارة،
وبجانبها سلّم أو ليس سلّم،
ولكن عدّة درجات تهبط لرمال الشاطئ،
يجلس الرجل وينظر للأفق،
في هذا الوقت،
لم يكن الشاطئ يعج بالبشر،
لأنه وقت شتاء،
ولكن المارّة يطوفون هذا الطريق،
يمرون بجواره ولاينتبهون عليه،
وهو باقٍ ينظر بعيداً،
يتأمل حياته،
ويعيد حكايتها بنفسه.
ياه ، الجو جميل اليوم،
نعم لقد قلت ذلك،
مابي لم أعد أهتم،
حتى لماذا أقول هذه الكلمات،
"الجو جميل"،
ومالفرق إن لم يكن الجو جميل،
كنت سأجلس هنا،
ولن أفعل شيء،
سوى النظر للأفق،
فعلاً لقد ذهب عمري،
لم يبقى أحد في حياتي،
دفنت والداي،
إخوتي،
زوجتي وحتى بعض من إبنائي،
والباقي منهم لايهتم بي،
فمن يهتم برجل لم يعد له من منفعة،
رجل قد طعن فيه السن،
حتى لم يعد يفيد أي إنسان آخر،
فقط أجلس هنا أنظر للبحر،
ثم أعود لبيتي،
بيت، هه!!
ليس بيتاً وإنما غرفة،
أدفع أجرها من معاش تقاعدي،
لما أحتاج المال،
فليس لي حاجة لذلك،
لاهوايات،
لا أصدقاء لي قد بقوا،
حتى وإن أردت أن أكوّن صداقات جديدة،
لم يعد بي طاقة،
ولم أعد أهتم بذلك كثيراً،
فهذا حالي كلّ يوم،
أجلس على هذا الكرسي،
أنظر للبحر،
أعيد قصّة حياتي لنفسي،
حتى تغيب الشمس وأعود لبيتي،
ثم آتي لهنا في الصباح،
فعلاً لم يعد لحياتي معنى بعد الآن،
فقط إنتظار للموت ببطئ.
وتمر الأيام،
وفي خلال أحد الأيام،
كانت السماء ملبّدة بالغيوم،
وكان الطريق خالياً من المارّة،
وفي نفس المكان كانت النقطة موجودة،
ولكن هذه المرة كانت أكبر،
بسبب المظلّة التي أتى بها الرجل،
وذلك ليس غريباً فالسماء تنذر بالمطر،
ولكن الغريب أن يأتي لمكانه،
رغم أن المطر سيهبط في أي لحظة،
ولكن ذلك ليس غريباً عليه،
فإنه لم يعد يهتم لأي شيء،
ولكن لم يعلم الرجل،
أن هذا اليوم سيكون الأخير.
ياه، يالجمال هذا اليوم،
تباً لازلت أقول هذه الكلمات الغبيّة،
لايهم،
ولكن لماذا الطريق خالٍ،
هل الناس تخاف من المطر،
أمرهم غريب،
في الماضي كنّا نلعب تحت المطر،
نرقص تحت المطر،
نعمل تحت المطر،
نقع بالحب تحت المطر،
نحيا ونموت تحت المطر،
واليوم لايفعلون شيء تحت المطر،
غير الهروب منه،
لايهم،
انا كذلك لم أعد أهوى المطر،
لذلك أحضرت مظلّتي،
فإني أخاف البرد،
سأنتظر كعادتي ثم أعود،
ربما أعود مبكراً اذا كان المطر غزيراً،
هاهو المطر ينهمر،
يالصوته الجميل،
رذاذه المنعش،
ورائحته المُسكرة،
ياه أشعر بالدوّار،
هل عيناي تخونانني،
أم أن هناك أحداً يتجه للبحر،
من المجنون اللذي يفعل ذلك،
في مثل هذا الوقت،
في مثل هذا اليوم،
في مثل هذا الجو،
لأتبعه علّه يريد مساعدة،
ياه الدرجات غير متناسقة،
اكاد اقع،
رمال الشاطئ دخلت بحذائي،
كأنني أمشي في وحل،
يالهي!!
المجنون قد ذهب للبحر،
وكأنه يغرق،
بسرعة بسرعة،
لأساعده.
يقفز الرجل في الماء وبهذه اللحظة،
رأى صبي مايحدث فأتصل بالشرطة،
التي أتت مسرعة مع الإسعاف،
وهم يعتقدون من البلاغ،
ان رجل طاعن في السن يحاول الانتحار،
وعندما وصلوا وجدوا فتاة،
تتنفّس وتكح فيخرج الماء،
كشخص غرق للتو،
ووجدوا الرجل بجانبها ممدد،
يتنفّس بصعوبة،
ويسألوه" ماحدث مابك!؟"،
يجيب وهو يلفظ أنفاسه،
"كانت ستغرق فأنقذتها،
واعتقد أن جسدي لم يحتمل البرد،
ولا الحركة المسرفة التي قمت بها،
*يضحك بصعوبة*،
إنه يومٌ جميل،
ما أغباني،
دائماً أقولها بسبب أو بدونه،
ولكن اليوم فعلاً،
ياله من يوم جميل"،
أغمض الرجل عينيه،
وتوّقف عن التنفّس،
حاول المسعفين إنعاشه،
لكن لا يوجد أمل،
فارق الحياة.
بعد سنين،
في أحد المقابر،
وقفت إمرأة أمام قبر،
وهي تقول هذه الكلمات،
"لم أنساك يوماً،
لقد وهبت حياتك في سبيل إنقاذي،
ولم أفكّر منذ يومها بالإنتحار،
إني مدينة لك بحياتي،
رحمك الله"،
ومن بعيد يسمع نداء،
"ماما، مامااا"،
اذا بطفلة ورجل يأتيان،
يضمّان المرأة،
وينظرون للقبر باسمين.
الختام:
أحياناً لانقدّر حياتنا حق تقديرها،
ولكن ذلك لايمنع من أن نجد من يفعل،
رغم أنه من الأفضل لنا،
أن نقدّر نحن حياتنا،
قبل إنتظار أن تكون ذات معنى لأحدهم،
ولكن جلّ ما أريد قوله،
أنه حتى وإن ظننت أن لا معنى لما تفعل،
فحتماً هناك يوجد شخص،
مختبئ عن ناظريك يقدّرك تقدير،
ليس بإستطاعة أحد أن يقدّرك به،
وأحب أن أقول،
أنني أقدّر كل شخص منكم،
على إهدائي،
الوقت من يومه،
لقرائة كلماتي البسيطة.
فيصل...
الجمعة، 1 مارس 2013
دعوني لوحدي...
دعوني لوحدي... "٢٤"
قصّة قصيرة بقلمي...
آه فليذهبوا للجحيم،
لماذا لايتركوني لوحدي،
لا أحتاجهم،
لا أريدهم،
خائنين، حقيرين وضيعين،
جميعهم يسببون لي الازعاج،
لايدعوني وشأني،
يعتقدون أنهم يفعلون لي خيراً،
لا إنهم يزيدون من سوء حالتي،
كلّ يوم نفس الموضوع،
نفس الوجوه المشفقة على حالي،
لماذا هذه الشفقة لا أريدها،
لااا أريدها.
صرخ الشاب،
بغرفته التي تقع في الدور الأول،
بجناح العظام،
في جنح الليل،
وهو يفيق من كابوسه،
وبعد أن إستعاد رشده،
بدأ يسترجع الأحداث.
اه،
بسم الله،
ماالذي حدث،
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
أين انا،
اه نعم انا في المشفى،
ياه لقد كان حقيقة،
تلك الحادثة لم تكن كابوساً،
ولكن حقيقة.
تبدئ الأفكار تسترجع بعقله،
يتذكّر اليوم المشؤوم،
اللذي وقعت به الحادثة،
حيث كان يجري في المضمار،
على ظهر فرسة،
وقد كان الفارس الأول في السباق،
وإذا بالخيل تسقط،
وتهشم ساقيه مع سقوطها،
قبل خط النهاية بقليل،
وحتى الان قد أصبح له ثلاثة شهور،
كان به من العز والكبرياء،
بحيث يرفض أن يكون محل شفقة أحد،
لذلك لم يعتاد على الوضع حتى الآن.
آه يالهم من مزعجين،
يعتقدون أنني أحتاج شفقتهم،
لا لا أريدها..
تمر الأيام ولم يزره أحد،
فقد تركه الجميع،
إلا من بعض أفراد عائلته،
ورجل كان يمر على المرضى،
كبير في العمر سليط اللسان،
أخبره أن وظيفته،
هي إعادة تأهيل الرياضين المصابين،
غضب الشاب،
"لا احتاجك ، تباً لك"،
ورغم أنه توّقع أن سيكون ردّه كذلك،
أو إدعاء باطل بالمحبة،
إذا به يقول بكل صراحة،
"يالك من مثير للشفقة"،
صعق الشاب بتلك الكلمات،
وهو يحاول إبتلاع الصدمة،
التي أصابت كبريائه،
إذا بالرجل يكمل حديثه،
"إسمع ياهذا،
انا لم آتي هنا،
بحثاً عن طفل يريد البكاء،
او لأعطيه المثلّجات،
أو أن آخذ بيده لأريه الطريق،
أنا أتيت بحثاً عن رجل،
يستطيع الإستمرار معي،
بل ويسبقني،
لذلك إن شعرت بأنك إكتفيت من الشفقة،
فهذه بطاقتي،
وإلا فلتذهب للجحيم."،
رحل الرجل،
ولازال الشاب يبتلع كلماته بمرارة،
وعندما أتى الليل،
قد إتخذ قرارة،
والآن بعد عامين،
على حلبة السباق.
هذا خط النهاية،
إحتجت لعامين تقريباً،
حادث مروّع ورجل كريه ليساعدني،
*يضحك*،
أعتقد أنه ليس بذلك الكره الآن،
وها انا أنتصر.
وفي مكان بعيد جداً عن المضمار،
يجلس رجل غاضب أمام التلفاز،
يصرخ،
"أخيراً،
لقد طال إنتظاري،
فعلاً إنك تستحق ذلك،
لأنك رجل بمعنى الكلمة،
ولست طفل يبحث عن الشفقة".
ختام:
في لحظات ضعفنا،
هناك من يحتاج للعاطفة،
وهناك من يحتاج للقسوة،
او كما يسمّى "الحب القاسي"،
ولكن لا يوجد من يحتاج للشفقة،
لذلك قبل أن تشفقوا على الآخرين،
حاولوا أن تكونوا بجانبهم،
ربما فقط يحتاجون،
لبعض التوبيخ.
فيصل...
قصّة قصيرة بقلمي...
آه فليذهبوا للجحيم،
لماذا لايتركوني لوحدي،
لا أحتاجهم،
لا أريدهم،
خائنين، حقيرين وضيعين،
جميعهم يسببون لي الازعاج،
لايدعوني وشأني،
يعتقدون أنهم يفعلون لي خيراً،
لا إنهم يزيدون من سوء حالتي،
كلّ يوم نفس الموضوع،
نفس الوجوه المشفقة على حالي،
لماذا هذه الشفقة لا أريدها،
لااا أريدها.
صرخ الشاب،
بغرفته التي تقع في الدور الأول،
بجناح العظام،
في جنح الليل،
وهو يفيق من كابوسه،
وبعد أن إستعاد رشده،
بدأ يسترجع الأحداث.
اه،
بسم الله،
ماالذي حدث،
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
أين انا،
اه نعم انا في المشفى،
ياه لقد كان حقيقة،
تلك الحادثة لم تكن كابوساً،
ولكن حقيقة.
تبدئ الأفكار تسترجع بعقله،
يتذكّر اليوم المشؤوم،
اللذي وقعت به الحادثة،
حيث كان يجري في المضمار،
على ظهر فرسة،
وقد كان الفارس الأول في السباق،
وإذا بالخيل تسقط،
وتهشم ساقيه مع سقوطها،
قبل خط النهاية بقليل،
وحتى الان قد أصبح له ثلاثة شهور،
كان به من العز والكبرياء،
بحيث يرفض أن يكون محل شفقة أحد،
لذلك لم يعتاد على الوضع حتى الآن.
آه يالهم من مزعجين،
يعتقدون أنني أحتاج شفقتهم،
لا لا أريدها..
تمر الأيام ولم يزره أحد،
فقد تركه الجميع،
إلا من بعض أفراد عائلته،
ورجل كان يمر على المرضى،
كبير في العمر سليط اللسان،
أخبره أن وظيفته،
هي إعادة تأهيل الرياضين المصابين،
غضب الشاب،
"لا احتاجك ، تباً لك"،
ورغم أنه توّقع أن سيكون ردّه كذلك،
أو إدعاء باطل بالمحبة،
إذا به يقول بكل صراحة،
"يالك من مثير للشفقة"،
صعق الشاب بتلك الكلمات،
وهو يحاول إبتلاع الصدمة،
التي أصابت كبريائه،
إذا بالرجل يكمل حديثه،
"إسمع ياهذا،
انا لم آتي هنا،
بحثاً عن طفل يريد البكاء،
او لأعطيه المثلّجات،
أو أن آخذ بيده لأريه الطريق،
أنا أتيت بحثاً عن رجل،
يستطيع الإستمرار معي،
بل ويسبقني،
لذلك إن شعرت بأنك إكتفيت من الشفقة،
فهذه بطاقتي،
وإلا فلتذهب للجحيم."،
رحل الرجل،
ولازال الشاب يبتلع كلماته بمرارة،
وعندما أتى الليل،
قد إتخذ قرارة،
والآن بعد عامين،
على حلبة السباق.
هذا خط النهاية،
إحتجت لعامين تقريباً،
حادث مروّع ورجل كريه ليساعدني،
*يضحك*،
أعتقد أنه ليس بذلك الكره الآن،
وها انا أنتصر.
وفي مكان بعيد جداً عن المضمار،
يجلس رجل غاضب أمام التلفاز،
يصرخ،
"أخيراً،
لقد طال إنتظاري،
فعلاً إنك تستحق ذلك،
لأنك رجل بمعنى الكلمة،
ولست طفل يبحث عن الشفقة".
ختام:
في لحظات ضعفنا،
هناك من يحتاج للعاطفة،
وهناك من يحتاج للقسوة،
او كما يسمّى "الحب القاسي"،
ولكن لا يوجد من يحتاج للشفقة،
لذلك قبل أن تشفقوا على الآخرين،
حاولوا أن تكونوا بجانبهم،
ربما فقط يحتاجون،
لبعض التوبيخ.
فيصل...
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)