الثلاثاء، 12 فبراير 2013

حياة ورقة الشجر

حياة ورقة شجر.. "١"
قصّة قصيرة بقلمي..

في طريقي كانت هناك شجرة،
بين أوراق الشجرة الكثيفة،
كانت هناك ورقة صغيرة،
ظهرت بحماس،
وكشفت عن عروقها الفاتنة،
مستقبلة فوتونات أشعّة الشمس،
كانت الورقة حالمة تحبّ الحياة،
تقف بين قرينياتها،
وتقول لهم" إن الحياة جميلة،
كلّ يوم يكون يومٌ جديد."،
وكانوا يجيبونها بإزدراء،
"إن الأيام متامثلة،
ونحن الورق لا جديد علينا،
ويوماً ما سنذبل ونسقط،
ونعود للأرض."،
لم تكترث لهم هذه الورقة،
وكانت تهمس لصديقاتها،
"هاقد أتى ذلك الشاب،
دائماً يتأملني."،
وكانوا يخبرونها بأنها مغفّله،
وكما قالوا،
"البشر لايهتمون لأمّنا الشجرة،
فكيف يهتم شاب بكِ أنتِ لوحدك."
وكذلك لم تكترث الورقة،
وكلّ ما أتى الشاب،
كانت تخجل إخضراراً وتنظر له بود،
وكل يوم تأتي أشعة الشمس،
وتجلس على بساطها الأخضر،
كانت تداعب أبناء الضوء،
وترميهم في الهواء مرحاً،
فقد كانت تحب كل جزء من أجزاء الحياة،
تستسقي الماء من ساق والدتها،
وتهدي لها الضوء،
وكلّ يوم كانت الورقة سعيدة،
وفي يوم شعرت بالتعّب،
وبدأ العمر يلعب دوره،
حتى تحوّل إخضرارها،
إلى ذبول بنّي،
وشعرت أنها،
لم تعد تستطيع أن تفعل أي شيء،
فصديقاتها لازالوا خضراً،
ولكنّها إستنفذت طاقتها لحماسها الزائد،
وقالوا لها،
"أرئيتي جميعنا سنموت"،
وردّت بصوت باهت،
"نعم أعلم ذلك،
ولكن أردت أن أستمتع بحياتي،
رغم قصرها."
وكانت قد فقدت بصرها،
وقالت لصديقاتها،
"أرجوكم أخبروني،
عن ذلك الشاب اللذي أحببته!؟"
ويجيبون،
"يامسكينة أنتي،
ستموتين ولا يهمّك سوى هذا الشاب،
ولكن رأفةً بحالك،
نعم لازال يأتي ويتأملكِ كما تدّعين"
شعرت بالفرحة،
وقالت في نفسها،
"آه ما أجملك ياعزيزي،
كم أتوق لرؤيتك من جديد"
وفي أحد الأيام،
سقطت الورقة،
وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة،
على سطح الأرض الباردة الخشنة،
لاتشعر بالرياح ولا بأي شيء،
وفجأة شعرت بشيء دافئ،
سطح ناعم وحنون يحملها،
وأتضح لها أنها يد إنسان،
وبمعجزة عاد لها النظر،
لترى ذلك الشاب الوسيم،
يحملها وهو يهمس لها بعطف،
"لاتقلقي يافاتنة،
سأحفظك في كتابي،
وستكونين دائماً على بالي،
فأنتي من جعلتني آتي كل يوم،
لأستمتع بالتأمل بكِ،
وبحياتك الجميلة"
لم تصدّق الورقة ماسمعت،
وصرخت في نفسها،
"آه ما أجملك،
ويالفخري بحياتي،
يالسعادتي إن كنت على بالك،
ويالهنائي،
إن كنت سأموت بين يديك،
وسأدفن في أفضل كتبك،
الآن أستطيع الموت بطمأنينه."
وذهبت الحياة من الورقة،
وقبّلها الشاب قبلة وداع،
ووضعها في أجمل كتاب قرأه،
وكتب بجانبها،
"الحياة في ورقة"...

فيصل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق