الأربعاء، 27 فبراير 2013

مخدّة الدموع...

مخدّة الدموع.... "٢٢"
قصّة قصيرة بقلمي...

هذا حالي ككل يوم،
أرجع للبيت،
بعد يوم مليء بالزيف،
إبتسامات مفبركة،
أحاديث منمّقة،
وأقنعة بالية،
أعود للبيت،
وليس بيتي أفضل من العالم الخارجي،
كل فرد من أسرتي،
عندما يدخل للبيت،
يقوم بتبديل قناع الرسميات،
بقناع الأسرة،
نتصنّع البسمة في وجوه بعضنا،
نتجاذب أطراف الحديث المملّة،
نتكلّم بسطحية،
ونترك الأمور العميقة،
الصريحة المهمّة،
أعود لغرفتي،
أذهب لأخلع قناعي،
وأنظر لوجهي في المرآة،
وأجده متشقق من الآلام،
جاف من المشاعر،
مكوي من الدموع الحارقة،
أذهب لأضع رأسي على المخدّة،
وأجهش بالبكاء،
كالطّفل الصغير،
أبكي حتى لايبقى بي دمع وأنام.

هذا حبيبي كعادته،
يضع رأسه بحضني،
يبكي ويشكي لي بصمت عن معاناته،
لست متضايقة من همومه،
بالعكس سعيدة،
لكوني بجانبة عندما يحتاجني،
يغرقني بدموعه الحارّة،
فأفيض له بالحنان،
أغني له بصمت،
حتى يذهب لعالم الأحلام،
ويعود في اليوم الآخر يستيقظ وهو سعيد،
ولكن للأسف دائماً يلبس قناعة،
وهذا القناع اللذي يرهقه ويبكيه،
هذه الليلّة سأخبر المنبّه ألا يعمل،
لعلّه يذهب لحياته دون أن يرتدي قناعه،
قد وافق المنبّه،
جميل لننتظر الصباح.

آه،
لقد كانت نومة مريحة،
كم الساعة،
الثامنة والنصف!!!!،
يااه ليس لدي وقت،
لأسرع لعملي،
وبسرعة عجيبة أصل هناك،
لأذهب لمكتبي.

وهو في طريقة،
يستغرب من تعليقات الموّظفين،
"مابك تبدو منهكاً اليوم"،
"يوجد شيء غريب بك اليوم"،
"هل أنت بخير، وجهك مصفر"،
ويصل لمكتبه وهو متعجّب من اللذي حدث.

ماذا بهم اليوم!؟
هل وجهي لهذه الدرجة غريب!؟،
لأنظر في المرآة،
ياه أبدو فضيعاً بشكل،
تباً!!،
لقد نسيت وضع قناعي،
وهو القناع المزيّف الوهمي،
اللذي أقوم بوضعه علي في كلّ يوم،
مالعمل لدي إجتماع مهم،
ووجهي مليء بالحزن.

وبعد يوم عمل شاق يعود لبيته،
وعندما يرى والدته،
تسأله "هل أنت بخير ياعزيزي!؟"،
من دون أن يشعر يبكي،
ويحتضنها،
"أماه إني متعب!!"،
ومع بكائه اذا بقناع والدته يسيح،
ليظهر وجهها الملائكي التي خبأته،
كي لايستغلها الناس،
وتحتضنه بعمق وتضع رأسه على رجلها،
تداعب شعره كالطفل،
وظلّ يبكي حتى إختفى كل ألم به،
بعد حالة البكاء قبّل قدم والدته ورأسها،
ثم إنصرف ليذهب لغرفته،
ووضع رأسه على المخدّة ولم يبكي،
فقد غسل وجهه بدموع الأمان والرّاحة،
ونام بهدوء تام وطمأنينة،
وهو يسمع مخدّته تهمس،
"أهلاً بعودتك ياعزيزي".

ختام:
أحياناً من كثر الهموم والأحزان،
نختار أن نضع أقنعة نحتمي خلفها،
ليوم معيّن،
ولكن ندمنها لسهولة الأمر في البداية،
ولكن مع الوقت يصبح الوضع مؤلماً بائساً،
ويبتدي الآخرون بوضع أقنعتهم لمقابلتنا،
كحال الحفلات التنكّرية،
فلكي تقترب لشخص،
عليك أولاً أن تضع جانباً،
أقنعتك الدفاعية،
لتفز بإنسان،
يشاركك حلو الحياة ومرّها.


فيصل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق