الثلاثاء، 12 فبراير 2013

ظلامُ الظلام...

ظلامُ الظلام... "٨"
قصّة قصيرة بقلمي...

السوء ، الشر، اللاشيء،
المخيف، القاسي، عديم الرحمة،
جميعها صفات وصفوني بها،
يهابوني من دون أن أفعل لهم سوء،
يستترون تحت وشاحي ومن ثم يندبوني،
هم السوء هم الشر هم كل ذلك،
فأنا لم أفعل سوء،
حفظتهم من النور ليناموا،
ليستريحوا،
إحتضنتهم في نومهم ليحلموا،
ليستمتعوا في نومهم كما في وعيهم،
ولكن بالمقابل يذمّوني،
يفعلون المساوء تحت جنحي،
ويحمّلوني مسؤولية أفعالهم،
يسرقون ويتهمّوني بذلك،
يفعلون ماهو أشد سوء منه،
ولا مسؤول غيري،
آه ما أقبحكم يابني البشر،
انا!؟
انا الظلام،
انا صديق الليل،
عشيق الأماكن المغلقة،
عدوّ النور"كما زعمتم"،
ولكن ياليتكم تعرفون،
أن ليس بيني وبين النور عداوة،
فقط أنه إذا أتى أحدنا يذهب الآخر،
لكن رغم ذلك تبقى بقايا منّا،
فالظل ماهو إلا جزء منّي،
يكتنفه النور في غيابي،
ولكم أن تعلموا يابشر،
أني لست بذلك السوء،
ولو تعلموا كم تجرحني كلماتكم السامّة،
حتى أنني أعاني من ظلام نفسي،
ظلامي المتأصلة بي،
تلك الظلام التي تمتد بداخلي،
أو كما أسميته،
ظلام الظلام،
ولازلتوا تفعلون ماتفعلون،
ولا زال الظلام يلتهمني،
أرجوكم كفّوا عن الحكم علي،
حتى وأنتم لاتعرفونني،
لاتحكمون علي قبل التعرّف علي،
على الظلام،
ولكن الآن لستُ لوحدي،
فظلامي بدأ يخاطبني،
وربما يقنعني،
بأن أكون الظلام اللذي توّدون،
اللذي ألبستوني صفاته،
ولكن إلى ذلك الوقت سأظل أقاوم ظلامي.

واليوم أصبح الظلام ظلامٌ واحد،
ظلام سيء وقاسي،
وكل ذلك يعود لقسوة أحكام البشر.


فيصل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق