أحضان الأرض... "١٢"
قصّة قصيرة بقلمي...
إقتربوا ياصغاري،
لأحكي لكم حكايتي،
انا الأم الحنون،
ممّا يخرج منّي تأكلون،
الأشجار والمياه وغير ذلك الكثير،
أحميكم بداخلي من الأمطار،
كهوفي كانت مأوى لكم،
صخوري بيوتكم،
أحتضنكم بحنان وعطف،
أحياناً من دون أن أدري أقتل بعضكم،
زلزال عندما أتحرّك،
بركان يظهر كي أخفّف من حرارة جسدي،
وأحوم حول الشمس ليصلكم نورها بخير،
حجابي يمنع عنكم الإشعاعات الضارّة،
وجاذبيتي تحفظكم قريبين منّي،
شيّدتم العمران على جسدي،
وشمتوني بشتّى الطرق،
آه حتى أن أحدكم،
فتك بي بقنبلة نوّويه،
تحفرون وتنخرون جسدي،
لتستخرجوا منّي النفط،
ماكفاكم ولن يكفيكم ذلك،
تنقبّون بداخلي عن معادني،
التي أحيى عليها،
وأنتم لا يهمّكم حالي،
فقط تأخذون وتأخذون،
رغم إنني أكبركم سنّاً،
وجميعكم تحيون وتموتون على جسدي،
إلا إنكم تقومون بقتلي ببطئ،
بجشعكم تفعلون ذلك،
حتى إنكم مللتوا منّي،
لتذهبوا عنّي لأخي الصغير"القمر"،
وتريدون الذهاب لباقي إخوتي،
وتدمروني وتتركوني،
يالكم من أطفال وقحون،
ترمون النفايات بداخلي،
تصنعون السموم من دمائي،
وتجعلوني أتجرّعها،
هذا حالي معكم كلّ يوم،
إلى متى يابشر وأنتم تهملوني،
إلى متى وأنتم لاتبالون بحالي،
أنا الأرض التي تحتضنكم،
لكن رغم ذلك لازلت أحبّكم،
فمهما فعل الأبناء ستبقى الأم تحبّهم،
ومهما فعلتم بي سأبقى كما أنا،
أعطيكم كلّ مالدي فقط لتسعدوا،
لكن كم يكون جميلاً،
لورددتم لي قليلاً من ذلك الجميل،
كيلا يأتي يوم وأموت،
ولن أستطيع أن أهديكم من خيراتي،
ولا أن أحفظكم من أمراضي،
أرجوكم إهتمّوا بي.
الأرض تكلّمت وأخبرت قصّتها،
وبعض من أبنائها إتّعض،
وحاول التخفيف من وطأته عليها،
وحافظوا على بيئتها وكيانها،
والبعض الآخر،
لازال يقوم بما يفعله الإنسان منذ القدم،
إستهلاك غير محدود،
لخيرات الأرض المحدوده،
نعم لازال هناك من يعيش على متنها اليوم،
لكن إن لم نحافظ على أرضنا،
سيأتي يوم،
ونقول ماذا كانت ستقول الأرض،
لو كانت تنطق!؟.
فيصل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق