الجمعة، 15 فبراير 2013

كحل الحزن...

كحل الحزن... "١٠"
قصّة قصيرة بقلمي...

ألم نكتفي من اللون الأسود،
نعم إنه الملكي،
ولكن ألم تملّي،
تضعيني على عينيك،
ترسمين بهم الجمال،
وفي كلّ يوم أسيح من خدودك،
وتمسحيني لتعيديني من جديد،
في نفس الموضع،
في نفس المكان،
بنفس طريقة الخط،
كفاكِ حزناً،
ألم تكتفي منه ومنّي!؟.

ماذا أفعل بحالي،
لم أعرف من الحب غير الخيانة،
لم أعرف من المشاعر غير الكُره،
قد طابت نفسي من الحياة،
قد يأست من السعادة التي لا تأتي،
وهذا اللون البغيض،
وهذا الكحل السافل،
كلّ يوم أضعه بعيني لأتزيّن،
وكلّ يوم يسيح مع دموعي،
لماذا تفعل بي الحياة مافعلت،
ماللذي ينقصني كيلا أسعد،
آه كفاني ألم،
لست أحتمل أكثر من ذلك.

الكحل:
أنتي أتسمعين!؟
الفتاة:
من يتكلّم، من أنت!؟
الكحل:
أنا اللذي تضعيني بعينيك!!
الفتاة:
ويحك لا أحد كفؤ لأضعه بعينيّ.
الكحل:
بلى ياغبيّة انا كفؤ.
الفتاة:
ومن تكون أنت!؟
الكحل:
أنا اللذي عاشرك،
بفرحك بحزنك،
انا اللذي جمّلك،
انا اللذي ساح مع دمعك،
انا صديقك وحبيبك أعتقد،
انا من وفى لكِ رغم البلل،
انا معك ولست معك،
انا منكِ ولكِ،
انا اللذي حظرت أولى فرحتك،
بحبّك الوهمي الزائف كنتُّ معك،
انا اللذي مات قهراً على،
ماقد حصلتي من طعناتِ الألم،
انا اللذي فوق الألم،
على حزنكِ ذاق الألم،
انا جنونك نعم انا،
انا هدوئك وفتنتك،
انا جعلتكِ كالقمر،
في نفوس تفعل مالا يُغتفر،
انا السواد اللذي،
على أسوار بياضُكِ،
ياعزيزتي أنا كِـحْـلُـكِ...
الفتاة:
آه آلمتني،
بحقيقتك طعنتني،
هل الجنون قد أصابني،
لأسمع صوت كحلتي،
مالعمل في حالتي،
كلّ مابي قد ذهب،
حتى عقلي الجميل هاهو قد ذهب،
يكفي ألم يكفي وجع،
حياةُ الغدر لم تعد تطيقني،
إن كنتَ حقّا ماتقول،
فأرجوك أعفيني ممّا تقول،
فلم يعد بي طاقةٌ،
أكثر على الإستمرار بهذا الجنون.

مسحت الفتاة كحلها،
وأخرجت مقصّاً وقطعت أوردتها،
وهي تقول،
"يكفيني ماذقت من عصر الجنون."

نظر الكحل وهو مرمي على الأرض لها،
وقال في نفسه،
"ياليتك لم تفعلي مافعلت،
فمابك يطيب ولكن قد أصبتي بالجنون.".

بعد عام..
تنظر الفتاة لصورتها بالمرآة،
"آه كم كنتُ مجنونة،
حتى أقوم بالإنتحار،
ياللحزن كيف له أن يفعل بي مافعل،
ولكن حمداً لله أن قاموا أهلي بإنقاذي،
والآن قد تشافيت ممّا أصابني."
وتخرج الفتاة من غرفتها،
لتذهب لجامعتها،
عيناها بلا كحل،
ولكن علبة الكحل ذاتها،
لاتزل معها،
تحذّرها من العودة لما فعلت،
وكأنها لاتزال تسمعه يقول،
"ياليتك لم تفعلي مافعلتي...".


فيصل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق