الاثنين، 18 فبراير 2013

مورفين...

مورفين... "١٤"
"مسكّن الألم اللذي يتألم"
قصّة قصيرة بقلمي...


آه..
أكاد أموت من الألم،
لماذا رأسي يؤلمني لهذه الدرجة!؟،
لا ليس رأسي إنه جسدي،
روحي كل مابي يصرخ ألماً،
أين أنتي،
يامنقذتي أين أنتي،
مورفين!!،
ليست في جيبي،
لا ولا أجدها بالأدراج،
أين أنتي!!؟،
أجيبي،
لابد أنّها بخزانة الإسعافات،
آه..
ليست هنا أيضاً،
إين أنتي يامورفين..!!

على المغسلة في المطبخ،
حيث رمى الشاب اللذي يعاني بالأمس،
علبة حبوب المورفين بها،
لأنه أراد الإنتحار بإبتلاع محتوى العلبة،
وفي آخر لحظة تردّد ورماها بالمغسلة،
وذهبت جميع الحبوب،
إلا حبّة "مورفين" واحدة،
بقت بجانب المغسلة،
بحيث لا تبان بشكل ملحوظ.

هذا هو يصرخ من جديد،
دائماً نفس الحكاية،
يتألمون فيتعاطوني،
ثم بعد حين يكرهوني،
فيرموني بعيداً عنهم،
انا التي أمتص ألامهم،
لأتألم مكانهم،
انا التي في كلّ مرّة يبتلعوني،
أبتلع مرّ العذاب،
هذا حالي معهم،
يعتبرونني صديقه لهم،
ثم بعد حين يتركوني،
لو تعلمون مقدار الألم،
اللذي أتجرّعه بتجرّعكم لي،
لو تعلمون الإهمال اللذي تكافؤوني به،
انا التي صبرت في حين لم تصبروا،
انا التي هدأت من ألامكم،
لأصرخ صامتة بمحلّكم،
هذا انا مورفين،
العلاج السحري،
اللذي ترمون آلامكم وهمومكم عليه،
آه.. ياليتكم تعلمون عن معاناتي..

وفي هذه اللحظة وجد الشاب،
تلك الحبّة الوحيدة.

آه أخيراً وجدتك يامورفين،
أخيراً سأرتاح،
سأرتاح من تعبي ومن ألمي.

فمدّ الشاب يده ليلتقط المورفين،
ولكن بسبب البلل اللذي بيده،
من العرق المتصبّب منها،
زلقت الحبّه من يده،
وذهبت مع مياه المجاري.

ليس اليوم ياعزيزي،
لقد تألمت عوضاً عنك كثيراً،
واليوم لن أفعل،
لن أجعلك تستغلّني بعد اليوم،
ولتجرّب طعم الألم،
أفضل لك من الهروب إلي،
وإني لأفضّل مياه المجاري،
على معدة شاب ضعيف كأن،
لا يأتي إلي إلا حينما يحتاجني،
كفى،
لقد ضقت ذرعاً منكم ياضعفاء..!!

بقى الشاب ينتحب على حاله،
وعلى ألمه وعلى عقله المضطرب،
تثاقل نفسه للسرير،
وأغمى عليه،
وعندما أتى الصباح،
شعر بالألم بسيطاً،
نظر للأرض فوجد علبة الدواء الفارغة،
مكتوب عليها،
"يؤخذ عند الحاجة"،
إبتسم وهو يذرف دمعه ويقول،
"ياه يادواء..
لو تدري كم من البشر هم كحالك،
كحالي أنا أيضاً،
لا يأتي الناس إلينا،
إلا عند الحاجة"..

فيصل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق