الجمعة، 22 فبراير 2013

ذلك المكان...

ذلك المكان... "١٧"
قصّة قصيرة بقلمي...

هذا حالي منذ الصغر،
بلا مشاعر بلا أحاسيس،
من غير شيء يذكر،
سوى ذلك المكان،
حيث تبدّلت حياتي،
ياه كم أن الوقت يمشي،
هل فعلاً أصبح لتلك الذكرى،
أكثر من عشر سنوات،
كأنها ترائى لي في نفس هذا اليوم،
يالها من غريبة الحياة،
لا أعلم لماذا فجأة بهذا اليوم،
بدأ ذلك المكان يشغلني،
تلك الشجرة العملاقة.
التي حفر عليها حرفي وحرفها،
نعم حرفها،
آه كيف أن تلك اللحظة،
رغم حياتي ومصرفاتها،
ولحظاتها وذكرياتها،
تلك اللحظة تعتبر الأهم بحياتي،
هل لأني عائد للبيت،
رجعت لي كل هذه الأمور،
أم إنني إدّعيت نسيانها،
لا أعلم،
ولكن لتمضي الحال،
فلا يوجد تبديل لما حصل.

بعد أيام من عودته للبيت،
ذهب الرجل لـ"ذلك المكان"،
وعندما وصل،
ترائت له الذكرى ليبتدي بسردها،
رغم أنه لايوجد أحد ولكن تحدّث،
كأنه يحادثها،
فبعد أن لمس موضع النقش،
عادت الحياة لتلك الذكرى،
وبدأ يقول.

أحبّك،
نعم إني أحبّك،
رغم السنين،
لايزال النقش يبان جديداً،
حروفنا بداخل قلب حب،
أرى الآن فعلاً إن الأمر يبدو مبتذلا،
*وأخرج ضحكه باهته*,
يضحكني حالنا،
أتذكرين أول يوم رأيتك،
بطبيعتك الخجولة،
بتصرفاتك البريئة،
في المرّة الأولى تلك،
وضعت يدي على قلبي وقلت،
فعلاً هي وحدها تستحقّه،
* وضرب موضع صدره*،
ومن يومها وانا احاول التحدّث معك،
وبعدها فعلت،
أخبرتك أنني معجب بكِ،
وكنتي ترفضين تلك الأفكار،
بأنك ميقنة بأن كلّ حب في وقتنا،
مجرّد أحاديث كاذبة ومواقف زائفة،
وتعرفت عليك أكثر وأكثر،
وزدت بك حبّاً أكثر وأكثر،
ياعزيزتي لازلت،
أذكر ذلك اليوم اللذي،
صارحتني به بحبّك،
كان يومٌ يكاد يكون كالحلم بالنسبة لي،
وسقطنا أكثر بعشقنا لأحدنا الآخر،
كانت أيامنا حلوة معاً،
وكيف خطّطنا لمستقبلنا معاً،
ورسمنا أحلامنا يااه كيف تتغيّر الأمور،
ليأتي ذلك اليوم،
في ذلك المكان،
عند المغيب،
وكأنه آخر يوم في حياتي،
لتخبريني بتلك الكلمات القاسية،
"هذه آخر مرّة ألاقيك بها"،
صعقتني هذه الكلمات،
حاولت الإستفسار عن السبب،
لم تجيبي وأكتفيتي بتلك الكلمات،
فأخبرتك بمحاولة صبيانيّة،
بأن ننقش هذا النقش،
وفعلنا وذهبتي،
ومنذ يومها فقدت جميع مشاعري،
لايوجد حب صداقة ولا حتى مشاعر بسيطة،
كم أشتاق لكِ عزيزتي،
أنتي فقط من تستحقيّن الحب،
ولاسواكِ..

ظلّ فترة يتحسّس النقش،
وسقطت دمعه رغماً عنه،
وعيناه ثبتت بمكان واحد،
كأنه تذكّر أمراً مهم،
وعاد يتحدّث مع الطيّف،
اللذي بدا يشعر به كالحقيقة.

عزيزتي هناك أمر لم أخبرك به،
فبعد أن ذهبتي،
لم أستطع النوم،
وحاولت أن أعرف السبب،
اللذي جعلك تتركيني،
ولكن لا أظنك تعلمين ذلك،
نعم ياعزيزتي فقد علمت،
وتمنيّت أنني لم أعلم،
وتمنيّت أنني لم أحبّك،
ولم يحدث لي ماحدث،
فمنذ تلك الليلة فقدت مشاعري،
نعم..!! نعم..!!
لقد علمت أنك ستموتين،
بسبب جسدك،
اللذي لم يستطيع التأقلم،
مع حالتك الصحيّة،
علمت أن الأطباء أخبروا والديك،
بأنه ليس لديك وقت كافي للعيش،
وفي ذلك اليوم تركت المنزل،
وذهب لأعمل بالخارج،
في البداية لم أكف عن النحيب،
والبكاء الأليم على روحك،
وعلى الحب اللذي لم يكتمل،
وعلى حياتي التي أصبحت،
مجرّد قوقعة فارغة،
لم أنساكِ يوماً،
ولكن نسيت هذا المكان المشؤوم،
فهو يرتبط مع معرفتي لذكرى أليمة.

وكأن الرجل يسمع الطيف يحادثه،
ويخبره بأن يعيش حياته،
كما يريد،
فإن هذه حياة الشخص،
اللذي وقعت بحبّه الفتاة،
إبتسم ،
كمن وجد الأمل،
قبّل حرف الفتاة المنقوش ثم ذهب،
وبعد مرور الأعوام،
يأتي رجل ومعه شيخ كبير،
ويسأل الشاب الشيخ،
"والدي هل هذا هو المكان"،
فيجيبه والده،
"نعم يا بني هذا هو المكان،
والآن لتسمع قصّة والدك المؤلمة،
التي تعلّمت منها أن أعيش كل لحظة بسعادة،
فلا تعلم متى تفقد من تحب.".

ختام:
الحب جميل،
في كلّ أمر،
ومتى كان خالصاً،
سيكون حتما الأجمل،
حتى وإن خسرته،
فإن الحب يترك آثارة بقلبك،
لتزهر ثمارة الطيّبة من جديد،
فلاتقفل قلبك عن الحب،
وأتركه ينبض.


فيصل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق