قفز بالحبل المطاطي... "٢٣"
قصّة قصيرة بقلمي...
على طرف جسر جورج الملكي،
بولاية "كولارادو بالولايات المتحدّة الأمريكية"
يقف رجل ليقوم بقفزة الحبل المطاطي،
من على إرتفاع يبلغ تقريباً ثلاث مائة قدم.
ياه كم هو مخيف هذا الشعور،
الان يقومون بإلباسي لباس القفز،
لو لم أكن قد أفرغت مثانتي سابقاً،
لبللت نفسي الآن،
جسدي يكاد لا يتوّقف عن الإرتعاش،
لأهدأ،
تذكّر لماذا أنت تقوم بهذا الأمر،
نعم كي أنتصر على مخاوفي،
فقد ضقت ذرعاً من الخوف،
لقد كنت جباناً طوال حياتي،
السرعة، المرتفعات، الظلام، وأشياء كثيرة،
تخيفني بشدّة دائماً على نفس الحال،
والآن في بداية عقدي الثالث،
قد زهقت من هذا الشعور المؤلم،
اه لقد إنتهوا من الإعدادات،
"هيّا تقدّم"،
نعم سأتقدّم،
يالجمال المنظر،
لكن جسدي لايكف عن الإرتعاش،
آآه يالبعد القاع،
هل أعود أدراجي،
أنهم يصرخون ماذا أفعل،
"أنت جبان وستبقى هكذا للأبد"،
نعم ،
هذا ماكنت أسمعه طوال حياتي،
حتى أن خوفي قد طغى على كل شيء آخر،
فليذهبوا للجحيم،
هل فعلاً هذا يوم مماتي،
فلينتهي الأمر إذاً،
هااه جسدي لايرتعش،
لا أشعر بشيء،
هدوء تام،
فقط الريح تداعب وجهي،
أشعر أنه يمكنني الطيران،
هل هذا شعور الشجاعة،
ام هو غياب الخوف،
ام فقدت عقلي،
فقط خطوة.
ويرمي نفسه بالهواء ولايسمع له صراخ..
ياه انا اطير،
يالهذا الشعور الجميل،
كأنني أطير،
الأرض تقترب منّي بسرعة جميلة،
أما أنا اللذي أقترب،
لم أعد أشعر بالجاذبية تحكمني،
يااه سأحتضن القاع،
سيبتلعني الماء،
يالهذا الشعور الجميل.
فجأة يسحبه الحبل المطاطي،
وتسمع صرخاته الهادرة،
لجميع الموجودين..
وصلت للقاع،
ماهذا الشعور،
كأنها ألف يد تسحبني للخلف،
لا أستطيع حبس صراخي،
دموعي اهاتي،
اشعر بالسعادة والخوف،
وجميع المشاعر المختلفة،
ماهذه المشاعر،
هل هذه الحياة،
التي لم أكن أحياها.
بعد توّقف الحبل عن الإرتداد،
فريق العمل يسحب الشاب،
ويعيدونه لمكانه،
"ها هل شعرت بالموت،
صراخك كان مضحكاً."،
يسأله أحدهم،
يجيب الشاب،
"لا بل شعرت للمرّة الأولى بالحياة،
كأنني ولدت من جديد.".
ختام:
أحياناً لا نتعلّم معنى الحياة،
إلا عندما نواجه الموت،
أو أشد مخاوفنا،
لاتقلقوا فعمركم مكتوب،
وعيشوا كل لحظة كأنها حياة جديدة،
أعطاكم الله جميل العمر..
فيصل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق