الثلاثاء، 19 فبراير 2013

فُتات الخبز...

فتات الخبز... "١٥"
قصّة قصيرة بقلمي...

على أرضية مطبخ المطعم العريق،
تتجمّع بعض كسرات من خبز،
قد سقط من تقطيع الخبز،
تهييئاً لأطباق اليوم،
موجودة هذه الكسرات،
بعضها قد وطئ عليه من قبل الموظّفين،
والبعض الآخر لايزال متجمّع،
ولازالوا بأماكنهم،
وبعد فترة الغداء،
كانت قطع الخبز بكميّات كبيرة،
حتى أصبحت الكسرات،
كقطع رمل ذهبيّة متجمّعه،
بقت هناك في مكانها.

تتحدث إحدى الكسرات،
فتقول،
"مالهم يتركوننا بالأرض!؟"،
فتجيب الأخرى،
"هذا الفسق بعينه!!،
يرمون الطعام على الأرض."،
وتقول واحدة منهم،
"أنهم غريبوا الأطوار،
ألا يعلمون مالنا من فائدة.!؟".

الكسرات ترى حالها،
كبيرة جداً وغنيّة بالمواد الغذائية،
ولايعلمون كم هو حجمهم صغير،
ولايساوي شيئاً مقارنة بالقطعة الكبيرة.

وبعد إنتهاء العشاء،
كانت الأرض مليئة بفتات الخبز،
وقام عامل النظافه،
بجمعهم ليرميهم خارجاً.

وهذه العملية تحدث من وجهة نظر الفتات،
على الشكل التالي..

أنظروا يا أصدقائي،
إنهم الآن يبعدوننا عن هذا المكان،
ألهذا الحد قد ضاقوا ذرعاً منّا،
فلنتركهم يفعلون مايريدون،
ولنحتجّ ضدّ قمعهم لنا،
لا للقمع..!!
لا للكبت..!!
لا لفرض السيطرة..!!
يحيا الفتات..!!
يعيش الخبز..!!

وقليل ماعلموا،
أن لا أحد يسمع هتافهم سواهم،
وجرّتهم المكنسة،
إلى الخارج وتركتهم في سلّة المهملات.

بعد وقت قصير،
والفتات يحاول أن يستجمع قواه،
وكل قطعة صغيرة،
ترى حال صديقاتها.

هل أنتوا بخير!؟
أجيبوا يا أصدقائي..!!

نعم، انا موجوده،
وانا كذلك،
أعتقد أنني أصبت قليلاً فقط.

الحمدلله،
ولكن لقد نفق منّا الكثير،
يالبشاعتهم لا يريدون منّا فائدة،
فلنستسلم للعفن إذاً،
وليذهبوا للجحيم.

نعم..!!
فليخسئ الظالمين..!!
تباً لهم..!!

وفي هذا الوقت،
وإذا بظل صغير يدخل الزقاق،
اللذي ترقد به كسرات الخبز،
ويتبعه ظل آخر،
أصغر منه حجماً.

ألم أقل لكِ،
أن هذا المكان كنز،
فهو كل ليلة يمتلئ بالذهب،
هيّا ياعزيزتي،
فلتملئي معدتك،
وجيوبك منه.

حسناً يا أخي العزيز سأفعل..

وتشعر الكسرات بان هناك،
من يمسكهم بيديه،
بغاية إلتهامهم ففرحوا بذلك،
لأن تلك هي غايتهم بالحياة،
أن يسكنوا معدة شخص،
فقالت الكسرات،
"وأخيراً لقد دعونا لقدرنا المعهود..!!".

وفجأة تنقشع الغيوم المتلبّدة في السماء،
ليكشف نور القمر عن ملامح الظلال الصغيرة،
وقد كانوا طفلين فقراء،
يلتهمون فتات الخبز كأنه أشهى أكل بالحياة،
ويتلذذون به أيما تلذذ.

ختام:
لا تحتقر الشيء،
مهما كان صغير الحجم،
فما تعتبره قمامة،
حتماً سيكون كنز لشخص آخر،
كفتات الخبز،
اللذي ننفضه من على ملابسنا،
عندما يجتمع يكون كنز،
لبطون لم تعتاد الشبع.


فيصل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق